في مثل هذه الليلة
من الألفية الثالثة قبل الميلاد ، وفي مستشفى أوروك المركزي ، نزل طفل من ضلع الهة عاقر ، وحدث بعد
نزوله بدقائق نزاع وصل حد العراك بين أطباء ردهة الولادة ، عن مدى شرعية هكذا ولادات لم تكتمل
أجهزتها
التناسلية
أحدهم قال دعونا نخنقه
( ونتخلص منه )
وقال أخر نتركه دون رضاعة
لحينما يلاقي حتفه ،
وقال ثالث ، لا بل نعطيه للموظفة
أم عباس لأنها محرومة من الخلفة
وقال رابع ، أتركوا الأمر للصباح فالوقت متأخر ،
وفي تمام الساعة الثالثة صباحا
أنتهز جدي نونكال الذي كان خافرا
في تلك الليلة ، وأستمع للجدل
الذي دار بين اطباء الردهة ، فرصة أنشغال موظفي المستشفى
فتسلل
لردهة
الأطفال
الخدج
ووضعه في أنية زجاجية
ورماها في حاوية النفايات ،
وقال ربي لاتحسبها ( عليّ سرقه )
وفي الصباح الباكر وبعد أن انتهت نوبته من الخفارة ، أخذه الى
المنزل سرا ، وأودعه لدى
جدتي لوغال ، قائلا لها
عسى أن يكون قرة عين لي ولك
فأرضعته من حليب كلبتهم
طوعه ، وأسمته جلجامش
وحينما
أكمل
عامه
السادس سجلوه في المدرسة
التي تعلم فيها القراءة والكتابة والحساب
وحفظ نصوص الديانات
التي كانت سائدة في تلك الألفية المتأخرة ، والاستمتاع بموضوعة الضفدعة ، التي أنفجرت بعد أن
نفخت نفسها
لتصبح بحجم بقرة أم هاشم
وحينما
بلغ
الرابعة
عشر
من العمر قام بأختراع ملحمته
الشهيرة ، التي أستغرق في كتابتها بواسطة الآلة الطابعة
التي أشتراها له جدي من شارع المتنبي بالدفع الأجل لضعف مرتبه الشهري ، ثلاث وعشرون أسبوعا ضوئيا ، ومن ثم قام بعد الأنتهاء من حفل توقيعها بلف عدد من نسخها بأكياس البلاستيك ودفنها في حفرة عميقة وراء المنزل ، ورسم حولها دائرة وهو يرطن مع نفسه ببعض طلاسم الحفظ
( خطة العباس
ما
تنجاس ،
تگطع الرگبة والراس )
على إمل أن تأتي بعد قرون لاحقة بعثة أجنبية وتعثر عليها ، لأعتقاده لو بقيت في رفوف المكتبة الوطنية لحرقتها الحكومات المتعاقبة على أعتبارها من مخلفات نظام الحكم السابق

ملاحظة : –
بعض أطراف الحكاية أقتبست
من لقاء صحفي مطول مع السيد جلجامش أثناء حضوره مهرجان
المربد الشعري
_________________
كامل الغزي

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *