في ظل التطور التكنولوجي والاعلامي المتسارع وفي جميع المجالات، مما يجعلنا امام تحدي كبير ومسؤولية عظيمة تفرض علينا الرصد واليقظة والوقوف على مكامن القوة والضعف عند الاخرين، حيث اننا نملك الكثير من المقومات التي تؤهلنا لان نكون بمصاف الدول المتقدمة كالموقع الجغرافي والطاقات البشرية والطبيعية العملاقة فيما أذا وظفت بالشكل الصحيح
ومن هنا اصبح لزاما علينا مواكبة هذا التطور والوقوف عليه تفصيلا . قد لعب الاعلام دورا مفصليا في حياة الشعوب، وتدخل في اغلب الجزئيات، حتى أصبح يشكل هاجسا مرعبا عند النخب الوطنية، لما فيه من سلبيات على شبابنا ومستقبلنا، أن الكم الهائل والمتكثر والمتكرر والمتجزئ والمتقطع والمتسارع من المعلومات والصور والافكار والاخبار والاحداث المزيفة والمغلوطة، ادت إلى سقوط الكثير في شباك هذا الإعلام .
ان اغلب ما نسمعه في الاعلام ليس حقيقياً بل فيه الكثير من المغالطات والتزييف ، فيحتاج إلى تمحيص وتحليل وتشخيص وتفكيك، لان الكثير منها يجانب الحقيقة لذا يتحتم علينا اخذ الحذر من اغلبها وخصوصا في زمن اصبح المنكر معروفا واختلط الحق مع الباطل ، حيث فرضت علينا المواجهة الحتمية التي ليمكن ان نخسرها ولا الانسحاب منها مهما كلف الامر، خصوصا العلماء والنخب الوطنية والكوادر المثقفة. أن معرفة أهداف الاعداء وتحديدها والوقوف على الوسائل والطرق التي يعمل بها، ثم كشفها وتعريتها امام الجمهور، مهمة عظيمة، وكفيلة في افشال مساعيهم التخريبية وتحصن مجتمعنا من مكائدهم ، ولابد من التعامل مع الاحداث بسرعة وجدية، وبالطرق المتطورة مع تحديث الخطاب الموجهة من قبل النخب ، ولابد من توعية الشباب وتثقيفهم وتبيين ما يدور حولهم بكل الوسائل ، لكي يطلعوا على الاسرار والخفايا ويأخذوا حذرهم، ولا يكونوا جامدين على نمط فكري ومنهج واحد، بل التغير والتحرك والتحول السريع في عالمنا اليوم يتطلب منا التحديث والتجديد والتطوير لكل ادواتنا ، ان البعض من المنظمات والتنظيمات الجماهيرية والمؤسسات التي تعمل بمساس مع المجتمع تديرها اجهزة مخابرات دولية، وتحركها عن بعد لفرض أرادتها على المجتمع، وينبغي عدم التأثر بالضجيج والكثرة والتكرار، فاغلبها وسائل غايتها التشويش على المتلقي أو تدجينه، إن استيعاب التجارب والوقوف عليها بتمعن، يكسب الانسان حصانة تجعله في مأمن من الوقوع في مكائد الاعلام المنحرف، فضلا عن تزاحم الاحداث وتراكم المعلومات وتداخل النظريات والمفاهيم وتشابكها والمؤدية إلى التضليل والتحريف فهو البضاعة السائدة، اليوم وقد اجاد الغرب تسويق ما يريد بشكل كبير وفعال بما يملك من ادوات وخبرة مع سيطرته على اكثر من 90% من الاعلام والمؤسسات والمنظمات المنتشرة في دول العالم وبعناوين مختلفة، بل بعضها بعناوين دينية ووطنية ، انها حرب بعيدة الامد، وفيها مراحل ومستويات متعددة، ولا تجيدها الا النخب المتخصصة والتي تُتقن فن الاكتساح والترويج وتغيير الحقائق وتزييفها، أنها حرب المصطلحات وتغيير المفاهيم والنظريات وتأطيرها بشكل جذاب لتمريرها على البسطاء والتي تعمل بدقة وسرية. أن غفلة الجماهير عن عوامل انتصار الاعداء يمنحهم الفسحة لتحقيق ما يريدون، وعندما ينصهر المجتمع بالفكرة والشعار المرفوع ويذوب بالمصطلحات التي لا يعي ما خلفها سيبادر طوعيا و بالنيابة عنهم ليقاتل السماء ظنا منه أنه يقاتل الشيطان.
أن ترويج الافكار المنحرفة والبرامج التافهة والانحلال واللامبالاة والاباحية والمثلية والتمييع وتسقيط المرتكزات الحقة والرموز الشريفة والطعن بالدين والقيم الاخلاقية وتمزيق الشباب وابعادهم عن الاسلام الحقيقي والقيم النبيلة واشغالهم بالتوافه من أهم الوظائف التي يسعى اعدائنا لتحقيقها، أنها معركة مصيرية تتطلب منا اعادة النظر بمناهجنا الدراسية وتطويرها وتجديدها واصلاحها لتكون جاذبة وملبية لحاجات المجتمع حتى نتمكن ان نخرج من دائرة الجهل ونترقى في سلم الكمال.