لطالما يبحث الكثير ويسعى ويسأل فلانٍ وفلان عن طريقٍ صعب الوصول إليه، أو ربما سهل الوصول، لكن صعبًا جدا البقاء فيه! ألا وهو طريق النجاح… نأمل ونجتهد ونجاهد للوصولِ لهذا المستوى المرتفع من الحياة، الذي يزيد من قدر الإنسان ومكانته وتبجيله بين الناس. وأحيانًا يستغرب البعض من أمر الدنيا العجيب كما يعتقد هو!، أنّه يرى شخصًا ناجحًا ومتطوّرًا في الحياة ولديه ما يتمناه المرء من المترِفات والمؤنِسات. وشخصًا آخر عكس ذلك! فقيرًا وطائشًا في دروب الحياة، ليس لديه من المال ما يكفيه لِسَدِّ جوعه!. مع أنهما خُلِقا بخالقٍ واحد، وبتقويمٍ واحد، وبأعضاءٍ واحدة وَهَبَتْ لِكِلَيْهِما ليمارِسا كل ما يتمنَّونه بها، فيرى تارةً أن هذا الشيء ظُلم وليس عدالة من قِبل الخالق الواحد الأحد. ويرى تارةً أخرى أن هذا الشيء يقتصر على الحظ! أي أنه فلانًا راقَ بحظَّهِ السعيد، وفلانًا تَعِبَ وأُرهِق بحظِّهِ التعيس. وحقيقةً إن هذا الشيء هو كله سَرابٌ مُظلِمٌ يوهم الإنسان الجاهل والمتجاهل بالأمور السلبية التي تحيطُهُ لحيطتِهِ بها! وأن هذه هي خُزعبلاتٌ تأخذ الإنسان من مستواهِ المرموق إلى مستوى الابتذالِ والإسفافِ والجَهْل!.
لِنعرف معًا ما هو النجاح؟ وبماذا يكمن النجاح؟…
يقتصر الوصول إلى حد النجاح باجتهاد الإنسان في حياته الشخصية وسَعيِهِ فيها ليحقق ما يوده وما يرغب به…
لعله يكون دراسة يطمح الإنسان بالنجاح بها، أو عمل يطمح بالترفع فيه، أو منصب يطمح بالاستيلاء عليه، أو هواية يود ممارستها والنجاح بها، أو فكرة لديه يرغب بتصنيعها وتطويرها وجعلها أداة نافعة تنفع شعب بلده، أو غير ذلك من هذا القبيل…
ومن أسباب النجاح الرئيسية: هي الابتعاد عن الغيرة من الأشخاص الناجحين والواصلين لمستويات مرتفعة، نعم، غِرْ منهم! لكن اجعل غيرتك، غيرة بناءة، وليس غيرة مبنية على حقد وبغض تسعى إلى إنجاح الذات على حساب نجاح إنسان آخر!. وعليك بالابتعاد عن كل شخص يبُثُّ لك مصادر البؤس والخيبات والطاقات السلبية “لأجل” تدني طموحك وشغفك في الحياة وفي تحقيق ما تمنيته مذ كنت طفلًا، أهلك كانوا أم أقربائك أو أصدقائك أو أيٍّ كان، فعليك بالابتعاد عنهم (فِكْرِيًّا) بالسرعة الممكنة، لأنهم حتمًا سيقتلون كل رغبة لديك في النجاح! فاسعى إلى معاندتهم وإثبات نفسك ونجاحك أمامهم، حينذاك ستراهم بموقف حرج لا يحسدون عليه! وستتغير وجهة نظرهم بك، من نظرٍ استصغاريٍّ، إلى نظرٍ يهيبونه ويبجلونَه.