في تصريح لافت لفخامة الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد
اليوم السبت.
عن نجاح الحكومة في توفير الخدمات للمواطنين!.
التصريح الذي اعاد بنا التاريخ للقرن السابع عشر لنستذكر كلمة احد اميرات البلاط الملكي وهي ترد على ثورة الفلاحين الجياع عندما قالت كلمتها المتواترة Qu’ils mangent de la brioche
دعهم يأكلون البريوش .
ويقصد به خبز البريوش المخصب بالزبدة والبيض يعتبر آنذاك من الاطعمة الفاخرة.
المقولة التي الى الان لم يستطع المؤرخون من تفسيرها فمنهم من ذهب الى انها تقصد النكاية منهم وتسخيف مطالبهم.
وفريق اخر اعدها نوع من التضامن مع مطالب الثوار ويستحقون الافضل.
الامر الذي جعلني في حيرة من امري
في تفسير كلام فخامة الرئيس وهو يثني على اداء الحكومة ويثمن نجاحاتها في تقديم الخدمات الاساسية للمواطن!.
لا اعلم ماهي محددات النجاح والفشل التي اعتمد عليها فخامته؟. اذا كانت التقارير والاحصائيات التي تصل لمكتبه فانني بصفتي مواطن عراقي اطعن بكل هذه الاحصائيات واعدها انجازات ترقيعية لا ترتقي عدها انجاز بل تحتاج الى اعادة النظر والمحاسبة والتقييم.
هل تعلم يا فخامة الرئيس اننا منذ عام ٢٠٠٣
غادرنا ماء الاسالة واعتمدنا على المياة المعبئة لان مايصلنا يعد غير صالح للشرب ولا يخلو منزل من منظومة تعقيم المياه.
هل يعلم فخامته اننا امسينا اسرى بيد حيتان المولدات مع ضياع شبه تام للطاقة الكهربائية مع اول ارتفاع لدرجات الحرارة!.
هل تعلم يا فخامة الرئيس اننا الغينا من قاموسنا العمليات الجراحية في المستشفيات الحكومية
ليس لتحسن وضعنا المعاشي لا سامح الله بل لاننا مرغمون على ذلك.
هل تعلم فخامتك ان اقل موعد لاجراء فحص القسطرة لا يقل عن اشهر!.
هل تعلم يا فخامة الرئيس اذا تعرضنا لجرح بسيط في اي جزء في اجسامنا نحتاج جولة مكوكية على المستشفيات الحكومية لعلنا نجد ابرة كزاز!.
هل تعلم فخامتك انه اذا نويت ان تجري زيارة الى طوارى مدينة بغداد الطبية (مدينة الطب) مساءً ستجد نفسك في قاعة صغيرة تزدحم بمئات الحالات الخطيرة في مشهد يجعل الانسان يدعو الله الف مرة ان لا يضعه في هذا الموقف.
وهل تعلم يا فخامة الرئيس ان العراق يتعرض لأخطر موجة جفاف والى الان مياه الانهار تذهب الى البحر ولم نجد اي تحرك سريع او خطط مستقبلية معلنة لتدارك الذهاب الى المجهول.
وهل تعلم يا فخامة الرئيس ان المواطن العراقي بات لا يأمن علي مستمسكاته الشخصية من السرقة عبر شركات السفر والصيرفة المشبوهة ليصبح ضحية في سوق مزاد العملة والتحويلات المغسولة.
هل تعلم فخامة الرئيس ان العراق يعيش اسوأ وضع مروري حيث ان اخر احصائية احتفظ بها لوزارة التخطيط لعام ٢٠٢٠ سجلت (٨١٦٨) حادث مروري
شكلت منها (٢٠١٦)حادث مميت ومع الاخذ ان عام ٢٠٢٠ كان هناك تققيد للحركة بسبب جائحة كورونا فما حالنا اليوم؟.
هل تعلم يا فخامة الرئيس اننا اضطررنا مرغمين لزرع مفاهيم مغلوطة في اذهان ابنائنا نعلمهم احترام الاشارات المرور الضوئية ومع تجاوزنا اول اشارة مرورية حمراء نفشل في الاختبار امامهم
بفضل المتصدين الذين حولوا اغلب الاشارات الى اكسسوارات ضوئية معطلة.
هل تعلم يا فخامة الرئيس ان نظامنا التعليمي في حالة الاحتضار مقارنة مع ما كان عليه عندما كنا نظاهي الدول الاسكندنافية.
وهل تعلم يا فخامة الرئيس ان الاف الارواح زهقت بسبب الرمي العشوائي في الاعراس والمآتم و الى الان لم يتم وضع حداً يوقف نزيف الدم.
هل تعلم يا دولة الرئيس ان مصانعنا معطلة والذي يعمل منها يشكو عزوف الوزارات على شراء المنتوج المحلي وتلجأ الى المستورد في اغلب الاحيان.
هل تعلم يا فخامة الرئيس اننا نعيش اخر مواسم الزراعة في العراق.
هذا حالنا يا فخامة الرئيس وانت الحامي والمدافع عن حقوقنا