في كل ربيع يمر علينا نستمع وعبر وسائل الإعلام إلى تصريحات رنانة من قبل مسؤولين مخضرمين مفادها تحسين منظومة الطاقة الكهربائية في عموم البلاد وزيادة ساعات التجهيز ،كان آخرها التصريحات الأخيرة التي سمعناها من كبار المسؤولين وهم يؤكدون أن هذا العام سيشهد تحسن كبير في تجهيز الطاقة الكهربائية ،وما أن انتهى فصل الربيع الذي لاتحتاج فيه الأسر العراقية إلى التدفئة والتبريد حيث تستغني اغلب البيوت عنها في الفصل المذكور لذلك يوهمونا بأن الكهرباء الوطنية قد تحسنت .
لكن وعند حلول مطلع فصل الصيف نرى أن ساعات التجهيز قد تدنت الى أدنى مستوياتها وقد تختفي تماماً ولايام طويلة في بعض المناطق وهذا الاختفاء يتزامن مع اختفاء السادة المسؤولين عن الظهور وعن التصريحات ويكتفون بخبر خجول مفاده سيتم الربط الكهربائي مع الدولة الفلانية خلال شهر تشرين أو كانون متقربين بدعواتهم إلى فصل الخريف الذي يخف فيه الطلب على الكهرباء من قبل الأهالي .
في بداية الأمر كنا نصدق هذه الوعود وكنا ننتظرها لكن وبعد مرور سنوات طويلة وتعاقب الحكومات في الحكم تبين أن النهج واحد والأهداف والخطط المرسومة نفسها يتوارثها المسؤولين تبعاً.
ياسادتي يااحبتي ايها الحاكمون الكرام اقسم لكم أن اصغر فرد في المجتمع اصبح محنكاً بالسياسة اكثر منكم وان كل خططكم انكشفت للجميع وان كل تصريحاتكم أصبحت واضحة أمام الملأ
فأعتقد لا داعي لها بعد اليوم
وان دلائل الاستعمار والعبودية والإبادة بدأت واضحة جداً للجميع فألافصاح عنها اصبح ضروري ولا حاجة للمراوغة والوعود المموهة فكلها أصبحت خارج نطاق التغطية.