تتوالى تباعا بيانات التغيير التي تخرج من ادراج مكتب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني
واخر هذه التغييرات شملت قيادات امنية لا مؤشر عليها سوى الكفاءة والمهنية ولكن طالها التغيير وبعضها التدوير .
وهذا يعني ان الوقت قد حان لتحقيق التوازن بين الاستقرار والاصلاح التدريجي.
التغيير داخل المناصب الامنية لا يشبه ذات التغيير عند المقاعد السياسية لانه يحتاج الى حنكة وحبكة وبعيد عن الوصفة الحزبية لانه يضع البلاد ومصيرها على المحك.
اختيارات السوداني وتغييراته الاخيرة كانت مهنية بدرجة عالية لانها كانت خلطة سحرية من رجال اكفاء واصحاب ميدان واهل خبرة وكفاءة والاهم يملكون الحرص الشديد على امانتهم.
في كل دول العالم المتقدمة امنيا ومخابراتيا يجري التغيير بين الفينة والاخرى وهذا يعني ان تبديل الدماء يعني اضافة خطط بديلة واخرى عاجلة توضع في حسابات الطوارئ ان حدث عارض لا سامح الله.
والاجمل في حركة السوداني انه لم يتخلى عن اي من الرجال فمنهم من اصبح مستشارا والاخر صار وكيلا.
لا اعلم لماذا هنا تذكرت كلام جلال الدين الرومي الذي يقول :
من جمال الحياة ان يبعث الله في طريقك مايوقظك بين الحين والاخر وانت الذي ظننت لوقت طويل انك مستيقظ
وهذا يعني ان التغيير الحكومي الاخير قد تتبعه خطوات اكثر جرأة واصعب على الفاسدين الامر الذي بعث لدينا الامل بالتغيير نحو الافضل بعد ان كنا قد فقدناه مع سرقة القرن العظمى .