الغرب
يتقدم علينا كثيراً في مجالات عديدة : العلم , الصناعة , الحرية , النظام السياسي و الاقتصادي , إذ أهتم بالعقل و بناء الانسان و تفكيك المشكلات و كيفية معالجتها و فقاً للقانون الذي ينظم الحياة .
ويشكل التراكم المعرفي أحد روافد البناء الحضاري للارتقاء بالمجتمع و حماية الفرد من الخطوب التي تواجهه. لذلك يرافقنا الانبهار بكل الخطوات التي تسير عليها تلك المجتمعات و الدول . ليس لأن مجتمعاتنا تعيش أشكالاً من التخلف و الاستبداد و إعتقال العقل و تقييد حرية التعبير فحسب و إنما لأن (( المغلوب مولع بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه و نحلته وسائر أحواله و عوائده )) وفقاً لأبن خلدون .
العلم
و ضروب الثقافة و الادب لا قيمة لها إن لم تؤثر في وجدان و أخلاق و سلوك المتعلم و المثقف .
و أعتقد أن الانسان الأمي أي لا يقرأ و لايكتب و هو يجسد الانسانية في كلامه و سلوكه خير من خريج الجامعة و أدعياء الثقافة – لا أحتسب نفسي غير تلميذ . بل جاهل كلما قرأت كتاباً يزخر بالمعلومات و الافكار و جمال الاسلوب و الصياغة – أن هؤلاء اللأدعياء يفضح سلوكهم و كتاباتهم و كلماتهم عن الحسد و الغيرة و السخف الغاطس في دواخلهم لمجرد أن تختلف معهم في الرأي أو المصلحة الشخصية و طعن المتقدم عليهم لاسيما أذا ما كانوا ضمن عمل أو أهتمامات متشابهة .و ماتنشره وسائل التواصل الاجتماعي في أحايين كثيرة من أحاديث هابطة و شتائم و سباب يؤكد مستوى هؤلاء . و قبلها حديث المقاهي الذي لا يخلو من الغيبة , بل أن البعض يجد السعادة و النشوة في ذكر مثالب الاخرين . و هي إسقاطات للافراج عن الاحقاد من القلوب المريضة و عنف لفظي و شكل من أشكال القسوة يفضي الى السقوط الاخلاقي و الانحطاط الاجتماعي , و ذلك يكشف عن كذب أدعياء الثقافة الذين يرتدون الأقنعة سواء بالزي او العلامة و الكلمات المنمقة لخداع أنفسهم قبل الأنام . و المعضلة أن الأخبار و الكلمات المزيفة يعشقها الناس أكثر من الحقيقة .
ومضة : لا يتواضع الا من كان واثقاً بنفسه و لا يتكبر الا من كان عالماً بنقصه . الامام علي (ع)