مثل شعبي عراقي يدعو للأمل وعدم الاحباط، ويذكر بعدم اليأس من رحمة الله وقدرته على رفع المظالم وتنفيس الشدائد وتوسيع الرزق بعد ضيق العيش .
والكوسر مصطلح يتردد في الريف، وهو جزء من بيت القصب، ربما جانب من (الربعة) الملحقة بالبيت، وربما هو جهة البيت التي تنكسرعندها أشعة الشمس، وعلى العموم هذا المثل يشير الى أن الظلم وإنْ طال فهو لا يتعدى المسافة بين باب البيت والكوسر(١).
والشاعر الطغرائي الأصفهاني يقول في مثل ذلك:
“أعلل النفس بالآمال أرقبها ماأضيق العيش لولا فسحة الأمل”.
اليوم ..مع تطور التكنولوجيا، واتساع المصالح واشتداد التنافس، وتنوع الأطماع وأشكالها تحت مسميات وحجج باتت مكشوفة، والصراع من أجل البقاء، وازدياد الاضطرابات النفسية والانعزال الاجتماعي، وجد الانسان نفسه أمام آفات الانكسار والقنوط فتوقف اتقاده الفكري وطموحه المتجدد، ولم يعد عضوا منتجا فاعلا متفاعلا نافعا في مجتمعه. وفي حالات نادرة قد يدفع به ذلك الى الانتحار!!.
يقينا.. كل ما كان الانسان متمسكا بدينه ومعتقداته السليمة وآخرته، زاهدا في دنياه، مخلصا لوطنه وفيا لبني جلدته، عادلا في حكمه ،فانه سيهنأ بما قسم الله له، ولن يناله ضر من هذا، ولابؤس ولايأس ولانكد.
فلندعو جميعا للسلام والمودة والمحبة والتآخي، ونسمو فوق شهوات دنيا زائلة، دون ان نجلد أنفسنا بحرمانها من متاعها واستحقاقاتها، ونتجمل بالصبر الجميل و( من الباب للكوسر فرج)!!.