نفخت الروح فينا وقد خُلقنا في ظلمات ومضينا اياماً في ظلمات ثم طُرحنا ارضاً لمستقبلٍ مجهول ومنا قد ولِد في وادٍ ما والاخر في صحراء لا نعلم اي وقتٍ هو موعدنا الآت وقفنا على أرجلنا وأصبح من الضروري ان نتحاور فأخترعنا لغة لكي نعبر بها عن مشاعرنا واحتياجاتنا وصفقنا حتى تبعرثت أناملنا وضحكنا الى حد الجنون وبكينا ايضاً نحن المخلوقون وأنت الخالق لقد ضعنا كثيراً لم يعثر علينا أحد كنا نحن من نعثر على الاشياء ، علمتنا ان لكل شيء سبب وكل شيء هو محتمل الحدوث لقد رحت ابحث عن الابدية لقد حلمت ان اعمر وان ابقى حياً الى الابد صارعت الموت لم يكن الامر سهلاً لقد تجردت من كل شيء وكان طريقاً وعراً لم يكن في القصد بأنّي أتحداك لقد أثرت الخلود ورأيت في الحياة ما يستحق أن اعيشها وغامرت بحثاً عن خلودٍ وهمي لقد اضعت نفسي في مدارات ليست لي ، عشت اياماً طوال وحيداً أفكر وأصل الخطوط بين النجوم واحصي كواكباً لم اراها واشك في قدراتي احياناً وفي أحيان اخرى اود لو أموت الان !
لقد غيبتني ذاتي وصرعتني تحت رداء الخوف والرعب ، الخوف من أن تنتهي هذه الحياة لأذهب الى مكان مجهول ، لأُدفن تحت ركامٍ في أبديةٍ رعناء ،واصلت المسير الى حُلمي لم يكن بيدي سوى معولاً وفُتات خبزٍ وطيرٍ ابيض يحوم حولي لم تكن معي بوصلة ولا خريطة ولا أثر أقتفيه ،فالليل يأخذني من نهاري يضمني اليه لأحلم بالقادم الذي لا اعرف ماذا يخبىء لي ، أقبض التراب فأرميه واهرول في ساحاتٍ شاسعة ، اطوف حول النخل كثيراً ،سقطت فتكومت كبقايا جبلٍ ما ، اين معابد التوبة والخلاص أين العيون التي تحرسني من أكُف الظلام ؟
أنّي غير قادر على التجهيز لموتي لذلك اليوم الذي يبدو ان لا مهرب منه رباه لماذا أنا هنا ؟ لماذا كل هذا التيه ؟ لكنك دائماً تجدني وتطمئنني ان الريح لن تأخذني الى أماكن اخرى وأنك ستكون الى جانبي وأن اعياني الطريق وفشلت في عثوري على تلك الابدية فأنك خبأت لي ما هو أجمل منها .