هناك طريفة انتشرت في فترة النظام السابق تحاكي كيفية تنفيذ أوامر (القائد الضرورة ) بالخداع والوهم ، وملخص الطريفة : عندما زار (صدام حسين) احدى حقول تفريخ وبيض الدجاج لم يقتنع بعديد البيض المنتج ،امر (صدام حسين) بان يتضاعف عدد بيضات كل دجاجة الى الضعف ،والا تذبح الدجاجة المتخاذلة و يعدم مدير حقل الدواجن .. وبعد شهر ،قرر (صدام حسين) زيارة نفس حقل الدواجن ، وبدأ يرفع كل دجاجة لحساب بيضها ،فوجد ان امره قد تم تنفيذه، الا انه تفاجأ عندما رفع احدى الدجاجات فوجد تحتها بيضة واحدة، وعندما سألها بغضب عن السبب؟؟!!!!،،،،،، اجابت: سيدي اني ديچ لكني تطوعت لدعم رفيقاتي الدجاجات تنفيذا” لأوامر سيدي القائد …… تذكرت هذه الطريفة ، وانا اتابع تصريح المتحدث باسم وزارة الكهرباء ، عندما يقول :الكهرباء ( *انهچمت* ) ، وأن محطات توليد الكهرباء أصبحت ( *طابوگة* ) ، و يتوسل الإيرانيين بمنحنا ( *عطوة* ).. والغريب ، أن أصحاب القرار منذ عشرين عام يوهمون الناس بتحسن الكهرباء ، وكل وزير كهرباء يصرح بإضافة (6000ميگاواط) إلى الشبكة الوطنية ، بل إن( حسين الشهرستاني) قبل 10سنوات تعهد بتصدير الكهرباء ، و لم ارى أو اسمع رئيس وزراء يستحي بأن يتحدث عن انجازات ملموسة في إنتاج الكهرباء …. ولازلنا منذ عشرين عام نستورد الغاز من إيران ، ونتعامل مع شركة (جنرال اليكتريك) الأمريكية ، و شركة (سيمنس) الألمانية ، و عشرات من الشركات العراقية والتركية والإيرانية و الصينية لكن دون جدوى …مشكلة الكهرباء ليس في التوليد والإنتاج فحسب بل في التوزيع و النقل و السيطرة والشبكات و الجباية … تقول خاچية : كان لي قريب لا يملك سكن ، فاضطر إلى بناء بيت طابقين في منطقة زراعية (حواسم ) وكان بين بيته وبين خطوط نقل الكهرباء فقط نصف متر ، وكان يمني نفسه بأخذ الكهرباء مباشرة من السلك الرئيسي (چطل) ، ولكن منذ عشرين سنة ، والكهرباء لم تمر من هذه الخطوط مما اضطره إلى الاستفادة منه في تجفيف الملابس المغسولة ( حبل غسيل الملابس).. تستطرد خاچية : قبل سنة ، وأثناء تعليق الملابس تعرضت زوجة حمدان الى صعقة كهربائية ، تبين أن أحد أصحاب المولدات استخدم الخط لنقل الكهرباء من مولدته إلى كابينة ليوزع الكهرباء على منطقة الحواسم… ….. …. عشرون عام ، و الكهرباء في تدهور ، والماء في شحة ، و انهارنا و اهوارنا في جفاف ، و مستشفياتنا في انتكاسة ، و تعليمنا في ضحالة ، وخدماتنا في انعدام ، و شعبنا في بؤس .. و المأساة ،لدينا أكثر من 250حزب ، و الكل يدعو إلى انتخابات مجالس المحافظات ليقدموا خدمات وهمية و انجازات خيالية ، و سيبقى الجهلاء على أرض الهم و الحزن والبلاء ،وكلنا ينتظر أن ينزل البعير من التل ، و نترقب من ايران وامريكا والصين الحل…. … ربنا اغفر لنا و لشعبنا الجهل و الانصياع …. ربنا ….ابعد عنا ولاة الظلم و النفاق و الخداع…….. البروفيسور د. ضياء واجد المهندس. مجلس الخبراء العراقي