أتيح لنا لقاء معالي وزير التجارة اثير الغريري، كمجموعة من المحللين السياسيين،كونها مكلفة بواحد من اثنين،لا يمكن استغناء الفرد عنهما، وهما الغذاء والدواء ، والاول بشكل مباشر والثاني غير مباشر، وبواسطة الوكيل الاداري للوزارة، ولم يتأخر الطلب سوى لعطلة نهاية الاسبوع ،وحدد لنا الساعة الأولى من الدوام الرسمي ليوم الأحد، لكننا طلبنا أن يكون بعد الدوام ليأخذ الحديث وقته الكافي،ومثلما حددنا تم اللقاء الذي استمر أكثر من ثلاث ساعات.
بدأنا الحديث عن الوزارة بجملة من الاسئلة والاقتراحات، بدءًا من موقع الوزارة وبنايتها، وتشعب الى البطاقة التموينية والسلة الغذائية والأسواق المركزية ومنافذ التسوق، وتسويق الحنطة والشعير والحوكمة والاستيراد والتصدير ودعم المنتج الوطني وملفات الفساد، وأسئلة عن كل ما يدور في خلد الرأي العام عن مخاوف محتملة عن الأزمات الغذائية العالمية وإنعكاسها على العراق، والمزارع العراقية خارج البلاد.
تحدث الوزير عن تدرجه في العمل الإداري، وتناول السلة الغذائية والمنافذ التسويقية ومفردات البطاقة التموينية ودعم الفقراء والتعامل الالكتروني، الذي سيكشف مئات آلاف المتوفين والمسافرين، وذكر لنا وجود ما يقرب من 50 ألف متوفٍّ ومسافر في محافظة متوسطة السكان، وعمد بعد كل إجابة الى تعزيزها بإتصال بالمسؤول المباشر ويسمعنا المكالمة، دون أن يخبره بوجودنا، وأطلعنا على وجود مجموعة من التجار الوطنيين الذين باعوا للوزارة بضاعتهم بسعر الانتاج، لإيقاف غلاء الأسعار ،مع تذبذب العملة ، سيما بيض المائدة، بينما تبرعت وزارة التجارة بأسطول للتحميل والنقل والتوزيع في اليوم نفسه، وعن الأسواق المركزية قال: أنه مستعد بنفسه للبخها وصبغها والعمل بها خلال شهر، إلاّ أن الطموح أكبر وتصاميم حديثة تواكب التطور وتوجه الحكومة للحوكمة والدفع الإلكتروني.
إن الحديث بهذه الطريقة، مختلف عن سياقات ما يُعرض في الإعلام الحكومي، الذي يُسمَع أو لا يُسمِع، يُصدق أو لا يصدق، متجاوزاً الهوة بين الرأي العام وعمل المؤسسات ، ولا أتردد إن قلت بأن معظم الشعب يعتقد بالإعلام الحكومي كإعلام للمسؤول، وبذلك اطلعنا الوزير على خطط مستقبلية واعدة، قد لا يتحدث عنها الاعلام، وأن شاهد تطبيقها على أرض الواقع، من نجاح الوزارة في خطط تسويق محصول الحنطة وزيادة إنتاجه بالدفع المباشر للفلاح، وفتح منافذ تسويقية ثابتة ومتحركة للسيطرة على الاسعار، وقريباً وخلال 3 أشهر سنرى منافذ تسويقية منتشرة في بغداد والمحافظات، بطراز عالمي وبنايات فخمة وخدمة الكترونية، وخدمة التوصيل لا تختصر على المواد الغذائية، وستتجاوز سعة المولات بأسعار مدعومة وبضاعة مميزة، وتكتمل إجراءات البطاقة التموينية الالكترونية، ومن خلالها يتم السيطرة، على مئات آلاف من غير المستحقين، ليوفر أموالًا تحول الى دعم السلة الغذائية ونوعية موادها.
خلاصة زيارتنا التي استمرت أكثر من 3 ساعات؛ وجدنا طموحًا كبيرًا ومستقبلَ نقلةٍ نوعية غير مسبوقة، وجزءًا من فريق حكومي حدد برنامجه وأولوياته، ويعمل بروح الفريق الواحد وخلية النحل بخطط مدروسة ضمن سقوف زمنية محددة، وفي الواقع عمل كبير لم يُسلط الإعلام سوى على الجوانب السلبية أو التشكيك وأن تلمس حجم العمل.
وعدنا الوزير بلقاء دوري، وسنقارن ما قاله من طموحات ومشاريع، وما منجز على أرض الواقع، وهي دعوة للوزراء والمسؤولين، بإطلاع الرأي العام على اساس خططهم وأن لا تبقى حبيسة الاعلام الرسمي.