ربما اعتقد الكثير من العراقيين ان الاحتلال الامريكي وشركاه للعراق انما جاء لتحريرهم من احتلال دكتاتورية النظام الصدامي .. وان هذه الحكومات التي اتفقت على منهج الاحتلال العسكري وشاركت فيه قواتها بشكل مباشر وغير مباشر انما هم( فاعلي خير) لمصلحة نظام ديمقراطي عراقي جديد تقوده احزاب الاسلام السياسي بمفهومي البيعة والتقليد او الأحزاب القومية الكردية ذات النزعة الانفصالية.
وربما اعتقدت مرجعيات دينية ومجتمعية واقتصادية ان ( فاعلي الخير ) من هذه الدول انما تقدم هذه الخدمات بلا مقابل ..لذلك يطرح السؤال( الغبي ) امام هؤلاء( الاذكياء) عما يمكن ان يحصل عندما تطبق نموذج متجدد بعنوان(الصلاة وراء علي أتم والقصعة عند معاوية ادسم ) حتى باتت كل متناقضات من ركب قطار الاحتلال الامريكي المباشر للعراق من ٢٠٠٣ حتى اليوم يروج في خطابه الاعلامي ومواقفه السياسية انما هم ( يصلون وراء مفهومي البيعة والتقليد ) لأنها أتم… لكن وقائع الاحداث أكدت وبشدة انما هم مجرد وكلاء ينطبق عليهم تسمية( حكومة فيشي ) خلال الاحتلال النازي لفرنسا .. وان كل ما بمكن ان يفعلوه حب المال حبا جما ..وجمع ما يمكن جمعه من المال العام بلا عدالة وانصاف.
هكذا انكسرت موجات الصخب ( الدون كوشوتي) في محاربة طواحين الاحتلال لعل ابرزها نموذج انهيار احلام قائد المعارضة العراقية حينها الدكتور احمد الجلبي في استلام حكم العراق وانتهى البيت الشيعي الذي اسسه اطلالا عند أقدام المصالح الحزبية التي لم تمكن مرشحي حزبه من الوصول إلى مقاعد مجلس النواب!!
ومرة بعد اخرى ..في كل دورة برلمانية يتصاعد صخب ذات الخطاب السياسي والاعلامي بذات المنهج المغيب لتطبيق سيادة عراق واحد وطن الجميع في عقد دستوري حقيقي بدلا من تطبيق نموذج نظام مفاسد المحاصصة الماسكة بالسلطة.. ليتحول فجأة من كان اكثر أعداء الامس إلى صديق حليف في تقاسم مغانم السلطة..بما أوقع جمهور الأحزاب بين حيص وبيص… لكن منح هذه الاقوال وشخوصهم الحزبية هالات مقدسة ..على الرغم من شيوع معرفة كل أفعالهم المدسة .. يرجع إلى جاهلية شعبية تتجدد بعناوين براقة مختلفة تساهم في ترويجها مرجعيات دينية تمثل الاسلام السياسي بمفهومي البيعة والتقليد.. او الأحزاب القومية ذات النزعة الانفصالية… لتكوين شرائح مجتمعية واقتصادية انتهازية تقودها نخب أكاديميةومثقفة.. تكتفي بهم ولهم دورية الانتخابات من دون إيقاف دوران عجلة الرفض الشعبي التي تتجدد وسرعان ما يتم فرض سيطرة احزاب مفاسد المحاصصة عليها كما سبق وان حصل في انتفاضة تشرين التي تحولت الى مزايدات سياسية متعددة الأطراف بلا بوصلة تتجه نحو تغيير النظام .
من وافق على ابقاء انتفاضة تشرين في حدود تهديد معبد المحاصصة وثقافة المكونات؟؟
انهم ذات القوى التي شاركت في احتلال العراق..فقطار الاحتلال يسير على منهج استراتيجي كل متغيراته مرحلية قابلة للتعديل.. فيما ليس امام ادوات هذه القوى غير اعادة مبارزة طواحين الهواء اعلاميا وفي مواقف حزبية في سوق نخاسة قبيح مستعد لتفصيخ العراق والغاءه من الوجود فقط لكي تضمن حصتها من كعكة السلطة!!
لذلك كلما يطرح عن أسباب الفساد السياسي والمجتمعي والإداري والمالي انما لان من يتصدى لسلطان الحكم لا يتمكن من ادارة السلطة الا بعقلية( الوكيل – العميل ) وليس ( القائد – الوطني ) هكذا سقط امراء الطوائف السياسية في الامتحان لتعريف( الوطنية ) وعرفها كل حزب بما لديهم من اجندات ..ولم يحاول اي حزب التوقف عند منعطف طريق انتفاضة تشرين.. لاعادة نظر شاملة بهذه الاجندات الحزبية لعل وعسى أن يغيروها نحو منهج عراق واحد وطن الجميع.
عليه ..لا بمكن لاي طرف من دعاة التغيير المنشود … طرق ابواب مجلس النواب المقبل من دون مواقف رافضة حقا ..قولا وفعلا .. ومقاومة كل اغراءات السلطة.. الفجيعة كل الفجيعة ان تنتهي لصالح ذات منهج المحاصصة..عندها تنضم.. كما انضم من وصل الى مجلس النواب الحالي بأصوات تشرين وانتفاضتها.. إلى محاربة ( طواحين الاحتلال الامريكي وشركاه ) ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!!