وكما في أغلب مدن ألعالم فليس غريبا ان تشاهد منظر الباعة المؤقتين الذين يتخذون من جانب الرصيف أو زاوية عند أحد التقاطعات منصة لبيع منتجاتهم أو بضاعتهم للمارة من الناس .
يتفاوت عدد هؤلاء الباعة من مدينة لأخرى وفقا للوضع الاقتصادي أو تبعا للقوانين والنُظم الإدارية التي تفرضها سلطات البلدية في كل مدينة .. حين يأتي ذكر البائع المتجول أو المؤقت فلابد ان تحضر في مخيلتي صورة ( شاكر ابو المخضر ) الذي أصبح نقطة دالة في محلة نجيب باشا الواقعة في قلب بغداد بعد ان تجاوز حضوره اليومي في شوارع تلك المحلة السكنية الأربعين عاما !! وصار موقعه عند زاوية حديقة أم الربيعين محطة لقاء نساء الحي لشراء الخضروات كل يوم إضافة الى جولته مع مغيب الشمس في الشوارع مناديا للترويج لما تبقى من طماطة او خيار وغيرها من الخضروات !! وبعيدا عن أسباب انتشار ظاهرة الباعة المتجولين او الذين يفترشون الأرصفة ، تبقى متعة التسوق من هؤلاء تحمل نكهة خاصة لا تجدها داخل جدران الاسواق الحديثة التي تعتمد نظام الوزن الالكتروني والتسعيرة وفقا للبار كود !! عند خاصرة شارع جميل هنا في سكرامنتو وقرب مدخل حديقة تشابه حديقة ام الربيعين يتواجد (هوزيه ) كل صيف وهو يعتمد ذات الطريقة العراقية ببيع الرگي عالسچين !! وحين يتحدث اليك بلكنته المكسيكية وانگليزيته البسيطة وهو يقول :
يو هبي ،، مي هبي !! بمعنى : ان كنت انت سعيدا فأني سأكون سعيد ايضا !!
ما بين شاكر ابو المخضر وهوزيه ابو الرگي عوالم ومسافات واسعة ، لكن كلاهما حين يفترش الرصيف لا يتبع نظرية العرض والطلب بقدر ما يتبع نظرية : يو هبي ،،، مي هبي !!