#الثانية

قال الإمام الحسين عليه السلام في رسالة موجهة لأخيه محمد بن الحنفية، وهي الرسالة التي عبّر الإمام من خلالها عن أهداف النهضة الحسينية.
“إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين».

يجزم الإمام الحسين عليه السلام بأداة الجزم بشأن خروجه اشرا. فينفي نفيا قاطعا ويجزم وكلامه اشبه بالقسم الشرعي بان خروجه ليس اشراً أي ليس من منطلق التغطرس والتكبّر والرياء والسمعة، فالأشر هو المرح.
ثم يستخدم “لا” النافية ثلاثة مرات، فلا هو بطران والبطر هو المتكبّر الذي تملّكه الزهو بنفسه.
ولا هو مفسد في الأرض أو في قومه أو عازم على الفساد في مكان وزمان آخر(حاشاه)، ولا هو ظالم للناس أو لأهله أو حتى لنفسه؛ انما الخروج كان بنيةٍ صادقة مخلصة لله تعالى، ومريدة للإصلاح رافضة الفساد.
ثم يأتي بأداة الحصر ” إنما ” ليحصر خروجه بأمر واحد فقط هو طلب الإصلاح في أمة جده.

فإذا كان صاحب النهضة يحصرها بطلب الإصلاح فقط ، فما الواجب على أتباعه ومحبيه ؟؟؟
هل عليهم الاقتداء به والخروج للإصلاح في كل مكان وزمان ، ام البقاء في البيوت وانتظار الفرج.!
هل على من يريد أن يسجل إسمه ضمن اتباع ومحبي الإمام الحسين ان يقف مكتوف الأيدي وينتظر الأوامر من غيره أم أن الأمر الحقيقي صدر عن الإمام الحسين منذ ١٤٠٠سنة وعليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر!؟
هل قال الحسين اني خرجت لكي ارى دموع الشيعة أو أفرح بالمواكب أو انتعش في كثرة اللطم والضرب المبرح والادماء وتطبير الأطفال الرضع ؟!!
هل مقولة الحسين كانت اني خرجت لطلب التمن والقيمة واللحم والحلويات والمشروبات في ايام العزاء!
هل خرج للإصلاح ام لكي تتنقل النساء والشابات من بيت إلى بيت، ومن شارع إلى آخر في ساعات متأخرة من الليل بكامل الأناقة والأزياء والمكياج والتجميل والعطور والاكسسوارات والمجوهرات أمام أنظار الغرباء من الرجال وأشباه الرجال!؟

علينا أن نفكر في أسباب رسالة الإمام الحسين ولماذا كتبها بيده الشريفة.
لقد كتبها لكي تبقى فتوى صريحة جيلا بعد جيل لا تحتاج إلى فتوى ، يسير على نهجها كل تابع حقيقي ومحب صادق للإمام وجده وابيه وأمه وأخيه والتسعة المعصومين من بنيه عليهم أفضل الصلاة والسلام.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *