شهدت العاصمة البريطانية لندن صبيحة العاشر من عاشوراء الدامي المصادف يوم السبت 29 تموز 2023 مسيرة عزائية حاشدة ومراسيم خاصة لإحياء المصاب الجلل واستذكار مظلومية سيد الشهداء ابا عبد الله الحسين (عليه السلام) وقد انطلقت المسيرة من منطقة (الماريل آرچ) Marble Arch ثم مرت بأشهر شارع في بريطانيا وعلى مستوى أوروبا الذي يشهد زيارة أكثر من نصف مليون متبضّع في الأيام العادية, هو شارع أكسفورد ستريت Oxford St وبعدها وصلت الى (رجنت ستريت) Regent St وثم مرت بمنطقة (ترفلكر سكوير) Trafalgar Square وانتهت في شارع (10داونينك ستريت) 10Downing St حيث ان المشاركون يرددون هتافات لبيك ياحسين ولبيك يا قرآن.
كانت المسيرة ضخمة وحاشدة للغاية تسيدها وتزينها نسخ من القرآن الكريم على الرؤوس والصدور تنديدا بالتجاوز على حرمة القرآن. شارك فيها آلاف المسلمين من أبناء الجالية الشيعية وأتباع أهل البيت (عليهم السلام) ومن اطياف متعددة وثقافات مختلفة من جميع دول العالم, لاحياء ذكرى يوم الحسين العالمي وهو يوم العاشر من محرم, اليوم الذي أستشهد به الامام الحسين وأولاده وأصحابه (عليهم السلام) على يد أشرس طغاة الارض يزيد بن معاوية وعبيد الله بن مرجانه لعنهم الله.
وشهدت المسيرة قراءة المقتل الحسيني الذي أقيم بعد صلاة الظهر بإمامة فضيلة (الشيخ آية الله فاضل المالكي) بحضور كبير من قبل الجالية الاسلامية من الرجال والنساء والاطفال,, كما شهدت المسيرة فعاليات اسلامية واشهار شاب سويدي اسلامه على نهج مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ردا على تسويف مفهوم الحريات ورداً على ما قام به بعض المرضى والحاقدين على الاسلام من اعتداءات سافرة على حرق القران.
كما رفعت بها راية للامام الحسين (ع) بلغ طولها (120) مترا وموكب السبايا وشباك الامام الحسين عليه السلام.. وكان مشهد المسيرة الحسينية مهيب للغاية وتراجيدا تجمعت به كل معالم الحزن وعبير الدمع وعظيم المواساة ولبس السواد وحمل الرايات والاعلام المطرزة بعبارات حفرت على مر الدهور والعصور باسم الامام الحسين واخيه العباس (عليهما السلام). هذه الأجواء في لندن تحولت وكأنها قطعة من كربلاء المقدسة.
كما حضر المسيرة الراجلة جمع كبير من العلماء والفضلاء ووكلاء المراجع العظام، وعدد كبير من المثقفين والاكاديميين من ابناء الجالية العراقية والعربية والاسلامية. وهذه المسيرة تعتبر هي الاكبر في العالم عامة وعلى مستوى أوربا خاصة. وهي مسيرة سنوية تقام برعاية المجلس الحسيني في العاصمة البريطانية لندن الذي أسس لها خلال أربعين عام, بمشاركة بجميع المراكز والمؤسسات والمدارس الاسلامية. وقد قطع المعزون والمشاركون في المسيرة الحسينية سيرا على الاقدام لاكثر من 5 ميل وهو يمثل مارثون حسيني كبير وسط لندن.
ومن الملاحظ في كل عام يشارك أبناء الجالية الشيعية عامة والعراقية خاصة في هذه المناسبة بتوزيع المواد الغذائية بانواعها, وتوزيع المنشورات والمطبوعات التي تعرف الاخرين بشخصية الامام الحسين (عليه السلام) وملحمة الطف الخالدة باللغة الانكليزية. وهناك تفاعلا كبير من قبل المجتمع البريطاني مع القضية الحسينية وتفهمهم للمعتقدات الاسلامية, كما تقوم السلطات الحكومية البريطانية بتهيأت كافة المستلزمات الامنية واللوجستية من رجال الشرطة والحراسات والطائرات وسيارات الاسعاف وغيرها. والحضور الواضح للاعلام العراقي والعربي والاجنبي الذي حضر المسيرة ووثق لحظاتها وأحزانها, وقد إمتازت المسيرة بتنظيمها وسلميتها وسلامتها المعهودة وبإشراف حريص ومختص.
وقد أعلن المسؤول عن المجلس الحسيني الحاج (محمد عبد الرسول البلاغي) أن اعداد المشاركين في المسيرة من المؤمنين والمحبين والمعزين من مختلف الجنسيات والثقافات العربية والأجنبية لاحياءً ذكرى يوم العاشر من عاشوراء تجاوزت أكثر من مئة وسبعون الف شخص.
وأضاف البلاغي: أن الغاية من المسيرة السنوية هي تقديم الامام الحسين (عليه السلام) للغرب إنموذج للانسانية وقيمها المعرفية, وتعريف العالم بقضية الحسين ونهضته الفكرية ومبادئه الانسانية, ومنهج وثقافة أهل البيت (عليهم السلام) في العدل والمساواة والتعايش مع كل الاديان والطوائف. كما تميزت هذه المسيرة برفع نسخ القران الكريم احتجاجاً على الإساءة لحرمة القرآن الكريم في الدول الأوربية ومطالبة السلطات الدولية بوضع قوانين تجرم الاعتداء على القرآن الكريم.