بالرغم من الموقف السياسي الواضح المعتدل لرئيس تيار الحكمة، من مجمل العملية السياسية، وموقفه من القضايا الداخلية والخارجية، إلا إن هناك حالة من العداء المستمر والغريب لهذا الرجل..
من يتابع الهجمة الشرسة على حديث قديم له، فيما يخص استخدام مفردة”الجندر” في المؤتمر السنوي للمرأة، الذي عقد قبل سنتين، وهو يتناول حقوقها وامتيازاتها، في المجتمع العراقي خصوصاً والشرقي عموما، وظهور هذا المقطع بهذا الوقت، سيعرف إن الهدف واضح والمستهدف أوضح منه..
التصنيفات الدولية عرفت “الجندر” على انه التصنيف الجنسي للإنسان سواءً كان ذكر أم أنثى”the classification of people into tow sexis male and female”ولكن الأمم المتحدة غيرت المعنى، بحجة أنه لايغطي المعنى كاملاً، ثم صار تغير وتبدل في تعريف المفهوم، حتى وصلت الى أن المعنى يعني”المثلية والشذوذ” في ذهن المتلقي عندما يسمعه، لكن كان ولازال هناك، من يستخدمها حسب المفهوم اللغوي الأصلي لها.
العراق بلد يختلف تماماً عن باقي الشعوب، لأنه يمتلك أسسا رصينة وقوية، تمتد لجذور عميقة في التاريخ، ففيه مراقد الأئمة الأطهار، وفيه مراكز دينية وعلمية مهمة، ناهيك عن حواضن فكرية وادبية وثقافية.. لذا صار تصدير الفكر المنحرف، او تعشيقه في المجتمع غير ممكنا، وبأي طريقة كانت..
بالإضافة إلى أن هناك عنصرا آخر قويا ورصينا، وساهم ومازال في تماسك هذا المجتمع، ألا وهو المرجعية الدين العليا، التي كانت تقدم الأضاحي تلو الأضاحي، في سبيل الحفاظ على العراق وشعبه والدين الإسلامي، من أي خروقات او شبهات، تحاول أن تخترق الجسد الإسلامي أو الوطني على حد سواء..
بجانب أن العراق بلد عشائري، لديه قيم وثوابت ذات جذور عميقة تربى عليها، ستحصنه ليرفض أي انحراف أو حالات شذوذ بصورة عامة.. وهناك من الأمثلة الكثير والتي كان للمجتمع الدور في رفضها، ولا تعدوا الغرب الإتهامات، في محاولة ضرب القيم العراقية الأصيلة.
المؤسسة الدينية في النجف الاشرف عبرت كثيراً في مواقفها، عن الرفض لهذا المفهوم، ومحاولات فرضه أو إدخاله إلى المجتمع، وكان دور الحكيم داعما ومؤيدا وراعيا لكثير من خطولت تطبيق تلك الرؤية، وما خطابه الذي تناوله خصومه بشي من العداء، وأقتطعوا الجزء الذي يتناغم مع بغضهم، ليتسخدموه كورقة الإعلام المظلل، ليرينا أسوء تعبير عن حرب غير شريفة، من قوى سياسية تستعد للمشاركة، في انتخابات مجالس المحافظات، والتي يؤمل أجراءها في كانون الأول من العام الجاري.
يعتقد وكما يرى كثير من المراقبين، أن هناك مسؤولية شرعية وأخلاقية في الوقوف بوجه “حرب المصطلحات” التي يتلاقفها السياسيون نكاية ببعضهم البعض، دون الانتباه لخطورة الترويج لمثل هذه المفاهيم، والتي تتحمل من التصريح والتلميح الشيء الكثير، كما ينبغي أن نأخذ الآخرين على محمل حسن، خصوصاً وان الخطيب هو حفيد زعيم الطائفة الإمام محسن الحكيم، وقدم وعائلته قيادات مهمة، كانت في مواجهة النظام البعثي لأكثر من عشرين عاماً، وقضى منهم العشرات تغييباً واعداماً وسجناً، تحت هذا الظلم والعداء..
يجب على القوى المجتمعية أو السياسية او الإعلامية أو غيرها، أن لا تشارك في ذبح هذه العائلة من جديد، وعلى يد شواذ السياسية وأشباهها، ممن لا دين عندهم ولا أخلاقيات، ولاحتى شيء من شرف الخصومة..