منذ ان عاد الى العراق مازال عدنان درجال يشكل مادة دسمة للحديث الإعلامي بجميع صنوفه المقروء والمسموع والمكتوب حتى أصبحت اغلب وسائلنا الرياضية وبرامجنا واعمدتنا – والمتحدث منهم – لا تكتب وتدور الا لدرجال جزء في ذلك .. بعد او قرب ظهر بشكل مباشر او ظل متخفيا بين بواطن الحروف ذما او مدحا .. والرجل ما زال صادما منذ عاد للوطن حالما بامتلاك زمام بعض الأمور .. ما ندركه او لا ندركه مما طرح حتى الان بعنوان ( الدرجالية ) .
والدرجالية هنا ليست فكرة طرحت على حين غرة وبالمصادفة لتسرق الأضواء او تسرف الحروف وتحاك القصص حولها .. بالتأكيد هناك مقدمات وخلفيات وخطط ورؤية وميدان … ومضي على طريق .. بمعزل عن تقييم هذا الطريق .. الا انه عامل فاعل موجود على ارض الواقع وان صدرت بحقه الاف التهم ..
هنا لم اتقصد الطرح من باب المديح او التقريع او الضغط والتهديد الوعيد .. فلست بتلك القوة الإعلامية والموقعية التي تتيح لي ذلك وتجعلني ابوح به .. ابقى مجرد قلم يتحرى ولا أقول الحق – فلست نبي ومصلح زماني – ولكن ابحث عن حقيقية آمن بها منهجي البحثي .. وما زالت أرى ان الدرجالية سارية المفعول وهي تمضي بقوة والنتائج على الأرض بدات تتبدل بنسب وتكاليف معينة .. فالعراق بطل الخليج وثاني اسيا للشباب وشاركنا بمونديال العالم واحرزنا بطولة غرب اسيا للاولمبي ونادي الشرطة تاهل للدور الثاني في بطولة اندية العرب .. وذلك لم يات اعتباط بل بعد مواجهات ومنافسات دوري طويل انجب لنا فريق الشرطة الحالي الذي قدم ونال احترام بقية العرب .
قبل أيام .. حزنت كثيرا حينما سمعت احد لاعبينا الدوليين المحترمين يهدد ويتوعد احد مشرفي مباريات دوري الكرة الممتاز لكونه قدم تقريرا لم يعجبه او تسبب بعقوبته .. مع ان المسوغات المكتوبة لا تخالف الراي ولا المنطق ولا اللوائح والتعليمات .. التي يعمل بها السيد المشرف .. ومع كامل تقديري التام للمشرفين والحكام ورجال امن الملاعب الذين ادوا أداء حسنا وقدموا الكثير في ظل دوري تكتنفه الظروف الصعبة وتحيط به القوى وتتناهشه قوى أخرى ..
حينما فكرت بالامر .. قلت ان الاحترافية ينبغي ان تحد وتحسم الملف ولا تسمح باختلاف وتحكم الآمزجة اين كانت .. ثم ستخفف حدة التطاعن والتنابز .. والاحتراف ليس بيع وراء اللاعبين .. كما عايشناه منذ خمسة عشر سنة خلت .. اغنت الكثير على حساب المؤسسات والوسط الرياضي الذي اصبح في ظله وظلهم متهالكا .. فنحن لا نريد احترفا يشبع بطنة اخرين على حساب الوطن … بل نامل ان يكون ثقافة جديدة تهتم بالبيئة وتخلق لنا منافسات فنية تسويقية اقتصادية … تكون انعكاساتها واسقاطاتها وثمراتها تصب في صالح الوطن وان افيد بجزء منها للفرد المبدع .. فلا بئس في ذلك بل ان الابداع والمهارة هي التي يجب ان يعتنى بها وتتطور حتى تسود المفاهيم الإبداعية والنتاجات الانجازية .
سالني احدهم . ما رايك بما يقال عن الدوري الاحترافي الموعود في العراق .. فقلت : ( حضرت مراسم التوقيع والاحتفال بذلك .. لكن الى الان الأمور غامضة ، لا نقدر ان نقيم شيء ، فهي بحكم الوعود .. التي اغلبها مازالت حبيسة راس الكابتن ( عدنان درجال ) الذي يحوز على ما يبدوا تسعين بالمائة من الفكرة .. وكلنا بعشرة بالمائة مما نستنتجه ونتوقعه ونتداوله .. هنا ربما سر آخر من اسرار الدرجالية التي نتمنى ان تبوح باكل اسرارها وبما فيه صالح الرياضة عامة وكرة القدم خاصة !