….. ….. …….. …… …. ذات مرة ،، قال فيلسوف يوناني : ( *كيف تكون اخلاق الحكام ، تكون اخلاق الرعية* ).. وهناك قصة من الموروث الشعبي ملخصها : أن حكيم جلس على ضفة نهر، وفجأة ،،لمح قطاً وقع في الماء ،
وأخذ القط يتخبط ؛ محاولاً أن ينقذ نفسه من الغرق .
قرر الحكيم أن ينقذه ؛ مدّ له يده،
فخرمشه القط.
سحب الرجل يده صارخاً من شدّة الألم.. ولكن لم تمض سوى دقيقة واحدة، حتى مدّ يده ثانية لينقذه ، فخرمشه القط..
سحب الحكيم يده مرة أخرى صارخاً من شدة الألم ،
وبعد دقيقة حاول للمرة الثالثة !!
على مقربة منه كان يجلس رجل آخر ويراقب ما يحدث ؟؟؟!!!!!
فصرخ الرجل :
*أيها الحكيم* ، *لم تتعظ من المرة الأولى ولا من المرة الثانية* ، *وها أنت تحاول إنقاذه للمرة الثالثة ؟* !!!!
لم يأبه الحكيم لتوبيخ الرجل ، وظل يحاول حتى نجح في إنقاذ القط ..
ثم مشى الحكيم باتجاه ذلك الرجل وربت على كتفه قائلاً :
*من طبع القط أن يخرمش*
*ومن طبعنا أن نحب و نعطف ؛ونساعد* ..
*فلماذا تريدني أن أسمح لطبعه أن يتغلب على طبعنا* !!؟
علينا أن نعامل الناس بطبعنا و قيمنا لا بطبعهم و انحرافهم, مهما كانوا ومهما تعددت تصرفاتهم التي تجرحنا وتؤلمنا ،
وذكر قوله تعالى :
( *هل جزاء الإحسان إلا الإحسان* )…. *الان* ، اين تكمن المشكلة ؟؟؟!!!! الخيرون يتعاملون مع حياتهم اليومية بأخلاقهم العالية ، لكنهم محبطين لكونهم غرباء وسط عالم فاسد ، وسلوكيات مشوهة.. لم يعد وازعنا الديني و لا إرثنا الاخلاقي ولا اعرافنا القيمة ثابتة و رصينة أمام أعاصير الانحراف و الشذوذ والانحراف ، خاصة وأن الكثيرين من مفكرينا و مصلحينا و إعلامنا ركنو إلى السكوت ، أو سكنوا في ركن الحياد والصمت و رضوا بسلوك ( *اللامبالاة* ) ، وفق قاعدة ( *لا مجال للتغيير* ) ، وليس هناك شيء بأيدينا ينفع في مواجهة طغيان الحكام ، وفساد الحواشي ، وشذوذ قوى الشر العالمية ،و ماكناتها الدعائية، و قدراتها التقنية ، و نسوا أن الله مع الصابرين ، ينصرهم ولو بعد حين .. البروفيسور د.ضياء واجد المهندس. مجلس الخبراء العراقي