. ……. …….. ……. اختلفَت توثيقاتُ الحضاراتِ القديمةِ و الأديانِ السماويةِ و الأبحاثِ العلميةِ فيما بينها في الكثيرِ من الأحداثِ و الوقائعِ التأريخيةِ لأسبابٍ مختلفةٍ، و لكنها اتَّفقت على حدوثِ طوفانٍ عظيمٍ دمَّرَ كُلَّ شيءٍ في العراقِ القديمِ بشكلٍ كليٍّ بعدما أهلكَ الحرثَ و النَّسْلَ، و لم يظهَر بعدهُ سوى ما حملَهُ نبيُّ اللهِ نوحٌ (عليه السلام) في (سفينة النَّجاة).. و أخفى الطوفانُ تفاصيلَ حضارةٍ عظيمةٍ لا تزالُ أسرارُها مجهولةً حتى الآن، الأمرُ الذي أدى إلى تقسيم الحضارة في العراق إلى طورَين؛ *الأول:*
*حضارة ما قبل الطوفان،*
و التي تُعَدُّ مجهولةً نوعًا ما باستثناءِ بعضِ الأدلةِ الأثريةِ التي تأسَّست عليها الفرضياتُ و النظرياتُ التي تؤرِّخُ حُقُبَها..
*و الطور الثاني:*
*حضارة ما بعد الطوفان،* و تمثِّلُ ما يتمُّ دراسته عن تفاصيل الحضارات المختلفة في العراق بالوقتِ الحالي..
و على الرغم من ذلك، يُعَدُّ العراقُ مهدُ الحضاراتِ الأولى و لولا ذلكَ الطوفانُ لأصبحَ لكُتُبِ التأريخِ رأيٌ آخرٌ في الكثير من الأسرار الغامضة عن اختراعاتٍ و ابتكاراتٍ مجهولةٍ ظهرت و انقرضت..
كانت زميلتي (مادلين) تدَّعي أنها عاشت التأريخَ، وكانت كاتبةُ ألواحِ الطَّينِ حتى أصبحت ( سيدة التدوين) ..
روت لي مرة (مادلين) عن خَلْقِ الإنسانِ و نظريةِ النُّشوءِ والارتقاءِ لعالِمِ الأحياءِ (داروِن)..
تقول مادلين: إنَّ اللهَ تعالى خَلَقَ الإنسانَ في أحسنِ صورةٍ، وردَ ذلك في قوله تعالى: (يا أيُّها الإنسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكَريمِ الذي خَلَقَكَ فَسَّوَاكَ فَعَدَلَكَ في أيِّ صورةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ)..
لقد أخذَ اللهُ تعالى على خَلْقِهِ المواثيقَ و العُهودَ في عبادتِهِ و طاعتِهِ و العدلِ و الإيمانِ و التقوى و الإحسانِ، لكنَّ الإنسانَ القديمَ طغى و بغى، فأنزلَ اللهُ تعالى عليهِم عِقابَهُ، فمنهم مَن تقزَّمَ بعد أن كانوا عمالقةً أقوياءَ، و منهم مَن تحوَّلَ إلى حَجَرٍ و صُخورٍ، و منهم مَن مَسَخَهُ إلى خنازيرَ و قردةٍ.. لقد تحوَّلَ أقوامٌ مندثِرَةٌ بعدَ الطُّوفانِ إلى قِرَدَةٍ بعد أن نكثوا العهودَ و المواثيقَ، و أشركوا باللهِ تعالى و أسرفوا في الظلم و البُهتان حتى نزلَ عليهم عذابُ ربِّنا. لقد تفرَّقَ الإنسانُ القردُ إلى الكهوف في مجاميعَ، و تغيَّرَ نَمَطُ حياتِهِم إلى صيدِ الحيواناتِ و الصِّراعِ فيما بينهم..
و أخيرًا اندثَرَ الإنسانُ القردُ في الكُهوفِ في الطوفانِ منذ أكثر من (40)ألفَ سنةٍ، لهذا السبب، ظنَّ العالِمُ (داروِن) أنَّ الإنسانَ القردَ (النيتاردال) هو جزءٌ من تطوُّرِ الإنسانِ.
المُهِمُّ، و مهما يكُن من ما تدَّعيهِ مادلين، من تحوُّلِ الطُّغاةِ إلى قرودٍ لخيانةِ المواثيقَ و العهودِ، دفَعَت بي الحماسةُ للنَّشرِ، عسى أن يتحوَّلوا إلى قرودٍ مَن أشبعونا بالعهودِ و المواثيقِ مِن عهدِ الوفاءِ، و ميثاقِ الشَّرَفِ، و الميثاقِ الوطني ووووو.. و صدَّعوا رؤوسنَا بما يُقدِّموهُ من تصديرِ الكهرباءِ و توفيرِ الخدماتِ و فَكِّ اختناقاتِ المرورِ و ووووو…..
البروفيسور د ضياء واجد المهندس. مجلس الخبراء العراقي