رسالة الى السيد محمد شياع السوداني رئيس مجلس الوزراء المحترم ..
تحية واحتراما اكتب هذه الرسالة وانا على مقربة من نهاية السفر لا اطمح بجاه او مال والعراق يغلي جوا وبشرا وفيه من وجهات النظر التي لا تحمل توددا ولا نفاقا . بالرغم من كون الحكومة الحاضرة فيها شخوص مميزة لها ادوار مهمة في العمليــــــــة السياسية الا انها ناقصة التكوين قليلة التمكيـــن فيها موروث عقيم استطاع بقوته وقهره أن يتخذ من أعناق ألناس وكواهلهم سلما صعد على عرش لاعرش فيه وأصبح فيها أميرا لا امارة فيه وسلطانا بلا سلطان ولا حريم فأزداد ألأقوياء قوة وألضعفاء ضعفأ وهاهم ألفقراء يعانون جوعا فلا يجدون من يحسن أليهــــم وألنازحون لا زالوا يعانون تعبا وكمدا فلا يجدون من يعينهم على همومهم وأحزانهــم.
تميز الموروث العقيم بوجود أبرع ألناس وأمهرهم في أستغلال ألنفوس ألضعيفة وألقلوب ألمريضة وأقدر ألناس على الباس ألحق صورة ألباطل وألباطل صورة ألحق وأصبــــــح ألمستبد وألظالـم من ألأخيار ألصالحين وألأبرار ألطاهرين ولم يتضمن ألموروث ألعقيم والحكومة أنبياء معصومين ولا علماء مبدعين ولا ملائكة طاهريــــــــن أومطهرين ولا يملك أو يحمل في يديه عهدأ من ألله تعالى بألنظر في عباده فبأي حق ومن أي قوة شرعية أستمد تلك ألسلطة ألكبيرة ألتي أستأثر بها من دون ألناس جميعـــا.
رفع الموروث العقيم شعارا فلتسقط المدن والحدود فسقطت ولتهدم معــابد الاولياء والانبياء فهدمت ولتتقوص المحاكم فقوصت وليعم الخراب فخربت ولتصعد اليزيديات الى جبل سنجــــــــار فصعدت ولتحتل المدن فاحتلت ولتبق الاغوار والنجاد فبقيت ولتغرق الارض وتصبح بحرا من الدماء او في بحر من الدماء فغرقت ولتهلك النساء فهلكت وبعدهن هلك الرجال والشيـــــــــوخ والاطفال ولتدمر بغداد فصمدت وأعجب ما أعجب من ألموروث ألعقيم ولا زال أنه تعلم كل شىء ودمر كل شـــــــىء الا شيئا واحدا هو أدنى ألى مداركه أن يتعلمه وهو أن لكـــل تربة نباتــــــا ينبت فيها ولكل نبات زمنــــا ينمو فيه .
لا تعتب علي يا رئيس مجلس ألوزراء أن قلت لكم أن لي في ألسياسة رأيا غير رأيكم وأنني ما ذهبت بعيدا ولا طلبت مستحيلا فكل ما أطمع فيه ألحقيقة وأعلم أننا ألان في حرب مع عدو قاهر جبار ينتقم بجوره وظلمه وأستضعافه أيانا وأستطالته علينا وكل ألناس معي يطلبون ألحقيقة وألمسؤولون يصانعون ويداهنـــــون وألعسكريون بلا هداة يرشدون فقد أفسدها ألقائلون وألكاتبون وألمحللون ألسياسيون
فألشر لا يقاوم بالشر وألظلم لا يدفع بألظلم وحامل ألسيف لا يغمده ألا حامــــــل سيف مثله وألسيل ألجارف لا يقف عن جريانه ألا أذا وجد في وجهه سدا يعترض طريقـــه وألظالم لا يظلم ألا أذا وجد بين يديه ضعيفا وألمحتال لا يحتال ألا أذا وجد أمامه غبيا وألناس لا يتحامون ولا يتحاجزون ولا يأمن بعضهم بأس بعض ألا اذا برزوا جميعــا في ميدان واحد يتقلدون سلاح واحد و من نوع واحد .
عدو قاهر
واخيرا والله ماأدري ماذا أقـــــــول لكم أعظكم وأنتم الدعاة أم أرشد كـــم الى ما أوجب الله عليكم نفسي وفي أهلي ولا أعرف شيئا تجهلونه ولاتصل يدي الى عبرة تقصرون عن نيلها ولسان ألمواطن الواعي المقتدر يقول اننا لانعرفكم ولا ندين بكم ولانعترف لكــــــــــم بسلطان على اجسامنــــــــا او ارواحنا ولا نريد من هــذا المواطن ان يقول لا نريد ان نرى وجوهكم او نسمع اصواتكــــــــــم فتواروا عنا واذهبوا وحدكم الى مغاوركم ومعابركم فاننا لانستطيع ان نتبعكم اليها ولا ان نعيش معكم فيها .
فيا رئيس مجلس الوزراء ويا ايتها الشخوص المحترمة في المجلس هل ستسقط السماء على الارض بعد اليوم ونصبح كالامرأة الحامل حملت فلما اتمت املصت فلا كهرباء ولا خدمات ولا فكر ولا شهامة ولا كرم بل قلع الاشجار وسلب النفائس وقطع الازهار وقتل الانفس ام لاتزال السماء تنير بكواكبها ونجومها وتمطر غيثها ومزنها مطرا وتقترب القلوب من القلوب وتانس النفوس بالنفوس وتحب هدهدة الهدهد وخرير الماء وهديل الحمامة .
واخيرا اذكركم بقول الامام علي بن ابي طالب( ع) “مايفسد امر القوم ثلاثة وثلاثة ” وضع الصغير مكان الكبير ووضع الجاهل مكان العالم ووضع التابع في القيادة فويل لأمة :مالها عند بخلائها وسيوفها بيد جبنائها وصغارها ولاتها .