منذ سنوات يتحدث اهل البيت الكروي وكذا بقية الألعاب الرياضية عن دور المدارس والجامعات والشرطة والجيش … لمختلف الألعاب والفعاليات سيما في سبعينات القرن المنصرم وانتعاش الدوريات والمهرجانات والفعاليات حينها مما جعل العراق يتقدم الصفوف العربية والاسيوية … لما كان لها من دور كبير على اتاحة فرصة لاظهار القدرات الفردية وابراز المواهب وتنشئتهم صحيحا ومن ثم رفدهم للمنتخبات الوطنية ..
وخلال عشرين سنة خلت جرت محاولات عدة لاعادة الحيوية لما كان عليه الوضع بهذه المؤسسات الحكومية ومدى دورها في إنعاش الروح الرياضة وفقا لرؤى ومنهجية صحيحة مبنية على تجربة وخبرات سالفة .. لكن أخفقت كل الجهود المبذولة في سبيل تحقيق ذلك حتى اننا اصبحنا اعجز رياضيا من أي وقت مضى على إمكانية صناعة بطل واحد بكل الرياضيات وبرغم صرف مليارات المليارات … دون احراز وسام اولمبي واحد في وقت شاهدنا عدد من بلدان صديقة وشقيقة قريبة .. وبرغم تفاوت الإمكانات المادية بيننا الا انهم استطاعوا احراز اوسمة اولمبية من خلال ابطال جامعيين في بلدانهم ..
الإخفاق ليس بسبب المسؤولين عن ذلك او المتصدين للعمل لكن بصورة عامة كانت الظروف الأمنية والعسكرية والطائفية والارهابية والفساد المستشري .. وغير ذلك الكثير مما أعاق تحقيق تلك الرغبة في إقامة عدد من البطولات المدرسية والعسكرية وحتى بالجامعات وكذا بطولة الجمهورية التي رات النور مؤخرا وكتب لها ان تنطلق من جديد .. ليس لأغراض رياضية فنية بحتة فحسب بل في التواصل والانفتاح بين أبناء المحافظات والتنافس الشريف لاعادة اللحمة الوطنية وردم الهوة السحيقة التي لحقتها السياسات المستهدفة لتفرقة العراقيين عن بعضهم وخلق فجوات متعددة .. وهذا جانب وطني وجماهيري وشبابي .. تحققه بطولات التربيات والجمهورية فضلا عن فوائده الفنية الرياضية .
قبل أيام اتصل بي الأستاذ محمد إبراهيم مدير عام التربية المدرسية مبلغا بضرورة حضور نهائي بطولة السيد وزير التربية للمرحلة المتوسطة على عموم العراق الذي أقيم بين تربيتي محافظة بابل والبصرة على ملعب احمد راضي في نادي الكرخ وبحضور الأستاذ عدنان درجال رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم وزير الشباب والرياضة سابقا مع عدد كبير من المسؤولين والنواب وكذا المعنين في وزارة التربية .. وقدمت المباراة بمهرجان خاص أعادنا لذكريات أيام زمان المهرجانات الوطنية الكبرى التي تقام فيها المسابقات ولمختلف الألعاب وقد نجحت مديرية التربية المدرسية نجاحا كبيرا في إقامة هذا المهرجان بالتعاون مع نادي الكرخ في أمسية عراقية وطنية خالصة تجسدت فيها المشاعر والوحدة والمحبة وسادها التنافس الفني الخلاق اذ أظهر فريق البصرة وبابل مستويات فنية مهارية عالية فيه … أشاد بها المعنين في مباراة تنافسية جميلة رافقها عدد من العاب الساحة والميدان وفعاليات أخرى ..
نحن بالوقت الذي نشيد بوزارة التربية والاخوة العاملين في مديريات التربية المدرسية .. فاننا نشد على يد القائمين ونامل ان يكون هناك بروتكولات عمل وتعاون لتوسعت النشاط المدرسي بين الاتحادات المعنية لمختلف الألعاب وكذا بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة لتطوير اليات العمل وفتح افاق افضل مما نعيشه ونعانيه . والله ولي التوفيق .. !