-1-

لو قيل لك اليوم :

انّ فلاناً يحفظ قصيدة اشتملت على مائة بيت من الشعر لقدّرتَهُ غايةَ التقدير وأثنيت عليه لما بذل من جهد متميّز في حفظ تلك القصيدة .

فكيف بك اذا قيل لك :

انّ ( ابا تمّام ) كان يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة عدا المقاطع الشعرية والقصائد ؟

جاء ذلك في حديث للحسن بن رجاء عن الشاعر الكبير الشهير أبي تمام.

-2-

والملاحظ :

انّ الاهتمام بحفظ النصوص بات ضعيفاً عند أبناء هذا الجيل، بحيث يعجز بعضهم عن حفظ رقم هاتفه الشخصي فضلاً عن النصوص الدينية المقدسة من الآيات والروايات والقصائد الشعرية البليغة .

-3-

ويأتي هذا الضعف في الحفظ متزامنا مع الانخفاض العام في المنسوب الأدبي – للاسف الشديد – .

-4-

انّ الاقبال على مواقع ( التواصل الاجتماعي ) قد ضيّع الكثير من الفرص على مَنْ كان بمقدورهم ان يحفظوا شيئا من النصوص الثمينة .

-5-

على انَّ مجرد الحفظ لا يعني شيئا مهما اذا خلا من فهم واستيعاب، فحين قيل لأحد العلماء :

” فلان يحفظ صحيح مسلم عن ظهر قلب “

قال :

زادتْ منه نسخةٌ في البلد ..!!

لأن المهم ليس الحفظ المجرد عن الاحاطة العميقة بالمضمون .

-6-

انّ استثمار العُمُر في الحقول العلمية والأدبية والثقافية والمعرفية هو سبيل النهوض الفردي والاجتماعي، ولن تعلو لنا راية اذا لم نحرز النجاحات الحقيقية روحيا وعلميا واخلاقيا ومعرفيا وأدبيا،

نسأله تعالى أنْ يوفقنا وإياكم لذلك وهو حسبنا ونعم النصير .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *