في كلمة مقتضبة شكرت فيها دكتور عدنان السراج مدير المركز العراقي للتنمية الإعلامية كونه هيء لنا مركز يضم الطيف العراقي بمختلف فسيفسائه وجعله محطة لقاء وتحاور حر دون حرج او وجل .. برغم جراحات ومعوقات الواقع في بيئة يغلفها الصراع الدائم وتضرب بها الاجندات الخارجية من كل صوب وحدب ..
اجتمعنا لحفل توقيع كتاب ( خلف ستائر القرار ) لمؤلفه د . عبد الله العلياوي السياسي والاكاديمي والباحث الكردي الذي شغل مناصب عدة وما زال مستشارا اقدم لرئيس الجمهورية .. وقد استثمر عمله ممثلا للسيد فؤاد معصوم في مجلس الوزراء برئاسة د . حيدر العبادي 2014 – 2018 مستفيدا من منصبه وحضوره وقربه من جلسات المجلس وما يدور ويصدر منه ..
تحدث د . عبد الله بطريقة ودية سلسة احببتها من اول طلة كانه ذكرني بالاخ الصديق الأستاذ ملا عبد الخالق مسعود رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم سابقا وما كان تجمعنا به من لقاءات ومؤتمرات يسودها الود والصراحة وقد كانت لهجتهما وطريقتهما متشابهة كل باختصاصه ..
شرح العلياوي فصول الكتاب وأهدافه : ( حبا لاختصاصه الاكاديمي وطموحه لكتابة صفحات التاريخ عن قرب وبحيادية وقد مر كما متوقع على أسماء سياسية عراقية كبيرة وذكرها باحترام برغم ما قرات من مقتطفات تمحورت حول أسلوب تعاطي ( العبادي ) خلال فترة وزارته . ولفت انتباهي تركيزه على بعض المؤاخذات وتاشيره السلبيات وما اكتنفها بين المركز والاقليم التي على ما يبدو اثرت بنسب ما بالعلياوي.. حتى انه حمله بشكل صريح ومباشر مسؤولية عدم بناء ( ملعب الهدية السعودية ) .
اعجبتني مداخلتين خلال الحفل : الأولى لل د. سعد الحديثي الناطق باسم حكومة العبادي متسائلا عن مشروعية طرح ما يعد جزء من اسرار جلسات رسمية حكومية وهل يجيز القانون ذلك .. ثم دافع عن حكومة العبادي وفقا لرؤيته .. كذا قال د . سلمان الجميلي وزير التخطيط بحكومة العبادي : ( أتمنى ان لا يكون التركيز في الكتاب على اصدار القرارات فالاهم مصادر طبخ القرار فيها ) .
أتيح لي الكلام فقلت : ( تحدث د . عبد الله عن الحيادية وهو ينتمي الى قومية ويتبنى ايديلوجية حزبية فضلا عن كونه موظف كبير في الحكومة وذلك يؤثر به نسبيا ثم انه حمل السيد العبادي مسؤولية تأخر بناء الملعب .. وقد اجبت عن ذلك باني مختص وقريب وكنت في البصرة مع الاشقاء السعوديين حينما اعلن الخبر .. وان العرب كرماء وليس غريب ان يهدينا جلالة الملك سلمان ملعب ما .. وصرحت لوسائل الاعلام حينها بامنياتي ان تتم المباشرة ببناء الملعب وان لا يوظف لأغراض غير رياضية … واعتقد ذلك ما أخر المشروع حتى الان .. دون ان ارمي التهمة على طرف ما ).
( خلف ستائر القرار ) .. الذي طالعته على عجالة وقرات الفصل الأول منه على امل الكتابة عنه بالتفصيل لاحقا .. وجدته منجز سياسي وتاريخي عراقي مهم جدا وجدير بالقراءة وانصح العاملين بالسياسة وما يدور بفلكها الولوج بأعماق صفحاته والتمعن بفحواها المكتنف لكثير مما يرتقى الى اسرار وما تعنيه من دروس فعلية بفن السياسة وقد اجاد الدكتور العلياوي في ذلك وقد بذل جهدا مضني وكبير وليس متيسر ومتاح لكل من تمنى ذلك مع اني وجدت بين طياته ما يستحق التوقف والتعليق !