حالنا حال كل الشعب العراقي أصابنا الملل والقنوط حالما خفتت ثورة تشرين وتم تصفيتها بشتى الوسائل الشيطانية من الاغتيالات إلى القتل بالقناصة والقنابر الدخانية والاعتقالات إلى دس عناصر بين الثوار ترفع شعارات الثورة وفي الخفاء هي مع زبانية السلطة وصدق عليهم قول الشاعر هو في جيش المعتصم وهواه إلى بابك الخرمي ينتسب ووصل الأمر إلى تسلقهم
لمناصب في السلطة بعد خفوت جذوة الاحتجاجات وأفول بريقها كمكافئة لهم على ماقاموا به من أدوار داخل صفوف الثورة ولكن الأمل عاد من جديد حينما انتفض المجتمع كله عبر وسائل التواصلي الإجتماعي وعبر عن غضبه في حادثة الإعتداء الصارخ على ضابط المرور في الحارثية وكاد هذا الحادث أن يمر مرور الكرام كغيره من الحوادث التي تجري في العراق ولكن صوت رعود الاحتجاج المجتمعي هزت نظام الفساد عندما انطلقت من أقصى العراق إلى أقصاه مما دفع بالحكام إلى إتخاذ قرارات سريعة لتنفيس غضب الشارع ولو مؤقتا ومن ثم بعد مرور الإعصار يمكن أن تحل المشكلة عشائريا أو وديا أو يكتشف المحققون أمرا جديدا فيما بعد ويتضح أن الرأي العام كان مخطئا في تعاطفه مع الحادث والحقيقة الغائبة هي أن ضابط المرور هو المعتدي وهو من قام بالسب والشتم والضرب،
وهكذا يختطف آخر سلاح من يد الثورة، الأمل الذي عاد لنفوسنا هو أن بالإمكان إطلاق حملات أخرى على غرار حملة الحارثية وبتركيز أشد على نقاط ضعف جسد الفساد بشرط توفر البراهين والأدلة الفاقعة لعين الفساد والغير قابلة للتأويل والغاء ظاهرة الذاكرة السمكية الضعيفة من تفكير المجتمع وعجبي على وسائل الإعلام والقنوات الفضائية لماذا لا تخصص برامج خاصة تحشد الرأي العام بهذا الاتجاه بدل تصديع رؤوسنا يوميا بجيوش المحللين السياسين الذين ما أن يطلوا علينا حتى نسارع إلى تغيير القناة وكل المحللين الستراتيجيين متفقون على عبارة( البعض) والمبني للمجهول ، لنتخذ من حادثة الحارثية سلاحا جديدا مثل أشعة الليزر عندما تركز على نقطة معينة وكفى هدرا بدماء الشهداء ولينزل الجميع إلى ساحة الصراع ولو بأضعف الايمان من خلف وسائل التواصل وخصوصا أن قانون وسائل الإعلام ومراقبة وسائل التواصل لم يقر بعد وما الردات التي انطلقت من حناجر الثوار في مواكب عزاء سيد الشهداء إلا تذكير للجميع بأن تشرين لم تمت( فتش بالثورة ياحسين تلكى جم جاسم المالحك بالطف وياك لحك عالكاتم ). رحم الله كل شهداء العراق المظلومين. وكفى ترددا وخشية ،اعترضوا ولو برمز التأييد فقط فهناك المئات من الشباب الذين بذلوا دمائهم في ذي قار والبصرة والديوانية وبغداد.