كنت ولازلت ابتعد عن الكتابة في الجوانب السياسية لقناعتي المطلقة بان السياسة ماهي الا كتاب عنوانه بحر من الامال والاحلام والوعود الجميلة ، اما محتواه فهو الكذب والنفاق والرياء لتحقيق المصالح الشخصية وبالتالي الوصول الى الهدف (السامي) وهي السلطة ، لذلك آثرت الكتابة في المواضيع التي تخص حياتنا المختلفة من دين وعادات وتقاليد بالاضافة الى الظواهر الاجتماعية التي فرضت مساوئها وسلبياتها على المجتمع العراقي نتيجة الزلزال الذي عصف بالعراق منذ سنة 2003 ولحد الآن .. واغلب كتاباتي كانت عن تجاربي الكثيرة التي مررت بها خلال سنين عمري الماضية والتي تجاوزت السبعين ، وهي كتابات مقارنة بين ماحدث في الماضي ومايحدث الآن والفرق واضح وجلي لصالح الماضي حتى شاركني في ذلك الفنان العراقي الرائع احسان دعدوش الذي اكد ما اقول بلازمته الشهيرة في المسلسل العراقي الجميل (حامض حلو – فقرة چاي وچذب) ، (هو …… مال گبل مثل …… مال هسه) .. ففي سنة 1995 والعراق يرزح تحت وطأة الحصار الاقتصادي ذهبت الى احد معارفي في وزارة الداخلية لغرض كتابة رسالة وتوصية لأخيه المقيم في المملكة الاردنية الهاشمية لايجاد فرصة عمل لي ، فاستقبلني بحفاوة وترحيب لكنه اعتذر عن ذلك لوجود خلاف مع اخيه يمنع كتابته الرسالة والتوصية ، فنظر اليَّ مبتسماً وقدم لي ورقة وطلب مني كتابة الاسم والتوقيع عليها ثم حمل الورقة وخرج من الغرفة مستأذناً .. ليعود ويسلمني تلك الورقة وفيها موافقة بمنحي قطعة ارض سكنية بمساحة 400 م قائلاً ( ما ارجعك فارغ او زعلان ) ، هذا مجرد (عِرِف) من الزمن الجميل (زمان گبل) ، اما الصديق (مال هسه) فقد مضت 6 سنوات وانا ( اركض وراه) من اجل مساعدتي في انجاز موضوع بسيط جداً وهو قادر على حسمه الا إنه ومع الاسف (سرحني بالگنافذ) ..فأترك لكم تقدير الحالتين ، فأدعو الله تعالى لي ولكم ان لا يعوزنا لاي (بطن جاعت ثم شبعت) وهم حديثي النعمة (بهل الوگت).. ثم اسأله تعالى ان يجعلني واياكم ممن نحب الخير لغيرنا كما نحبه لانفسنا(مثل گبل) … مستندين بذلك الى حديث رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلم ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).