مشكلة المسؤول في العراق أنه يسعى جاهداً لإرضاء الكتل السياسية مهما كانت مطالبهم معقدة وشبه مستحيلة وغير قابلة للتحقق ولا يلتفت لمطالب الناس مهما كانت بسيطة ومتواضعة ويمكن تحقيقها!
السبب واضح جداً لأن هذا المسؤول مسؤول كتل وليس مسؤول شعب، ليس الشعب هو الذي نصب المسؤول بل هو تنصيب الكتل التي يجب عليه أن يُرضيها غير مكترث للشعب.
ولا واحد تنتفخ اوداجه ويتحدث بلحن الوطنية الصاخب إذ أن الجميع مُبتلى بفايروس “الكتل” ولا أستثني أي طرف من الأطراف.
كلامي موجه إلى دولة رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني المحترم أقول له: رضا “الكتل” غاية لن تدركها كما لم يُدركها كل الذين سبقوك فلا تضيع وقتك وجهدك ونجاحك لاهثاً لإرضاء الكتل السياسية العراقية ذلك كونها:
١. متقاطعة في ما بينها وما يُرضي سين من الكتل لا يُرضي صاد منها.
٢. أغلب مطالبها غير مشروعة وتتقاطع مع مصالح الناس.
وبالتالي ستبقى تدور في حلقة مغلقة لن تنتهي منها إلا والفشل يحيط بك من كل جانب.
العراقيون يراقبونك بكل حواسهم وحماسك الذي بدأ يقل تدريجياً..
وهم وإن لا يبيحوا بحقيقة مايشعرون إتجاهك لضعف قدراتهم على التعبير، أو لضعف، أو لعدم إكتراث، ولكن بكل الأحوال فإنهم سوف يعبرون بطريقة ما عن عدم رضاهم ببرنامجك الحكومي “الكتلوي” الذي لن يحقق لهم النزر القليل من آمالهم وطموحاتهم.
يا سيد شياع وأُكرر قولي بأن رضا القوى السياسية العراقية الحالية غاية لا تُدرك فلا تضيع وقتك الثمين بهذه الغاية أرجوك..
وليكن جهدك كل جهدك منصباً بما يعود بالفائدة على شعبك المتعب والمثقل بالوجع..
يا سيد شياع أغلب الطبقة السياسية العراقية الموجودة حالياً إلى زوال قريب لا يغرنك منهم صخب أحاديثهم ولا جعجعة رحاهم التي لا تدر طحينا..
هذه الكتل إلى زوال قريب لأسباب مختلفة إختلاف نواياهم ومشاربهم وطرق عملهم الواهية المتهرئة..
يا سيد شياع هذه الكتل السياسية العراقية الموجودة الآن زبد سيذهب جفاء ولن يبقى إلا ما ينفع الناس فقدم للناس ما ينفعهم لا ما ينفع الكتل السياسية العراقية الزائلة.
ويا جماعة “الكتل” إنتبهوا قليلاً..
اصحوا من غفلتكم..
الناس بعراء الفجيعة، ونقص الخدمات، وهموم المعيشة، وتعديات البغي والإرهاب، وأنتم في واد التطاحن على المناصب والمكاسب لغاية لن تنالوها إن بقيت المسافات بينكم وبين الناس طويلة بهذا المدى المُرعب..
أموالكم لن تدوم..
قوتكم لن تدوم..
وجودكم الحكومي لن يدوم..
لا يدوم لكم شيئاً إلا العمل الصالح الذي يُرضي الله ورسوله عنكم قبل وبعد كل شيء..
لا تتنمردوا على الناس..
ولا يأخذكم الشيطان إلى مصارع السوء فوالله لستم ببالغين أمراً يقطعه تبارك وتعالى عليكم.