لا أرغب في الدفاع عن نفسي مهما كانت الاتهامات شديدة والهجمات شرسة. فما أكتبه أعبّر فيه عن قناعاتي، ولا يهمني بعد ذلك الذين يستاؤون مما أكتب، حتى وإن بلغ بهم الغضب درجة التهور والعدوانية المفرطة.
لكني في هذه السطور القليلة أود القول، بأن لا أحد يحرضني أو يؤثّر عليّ فيما أكتب. أوجه نقدي بالرأي الذي يتبلور عندي، واعتقد بصحته. ولقد حاول العاجزون منذ سنوات عديدة أن يثيروا الاتهامات حول أشخاص تربطني بهم الصداقة بأنهم وراء ما أكتب، في محاولة واهنة للضغط عليّ.
واليوم تجدد محاولات العاجزين مرة أخرى بشأن المقالات التي تناولت فيها التاريخ الشخصي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وبيّنت أن المرحوم والده لم يكن من شهداء حزب الدعوة، ولم ينتم الى حزب الدعوة ولا حتى ساعة من نهار. وأن ما أشاعه ابنه عار عن الصحة، بل هو كذب مقصود لشراء تعاطف الناس، وقد نجح.
السوداني نشر قبل أيام وثيقة إعدام والده، ولكن الوثيقة جرى عليها كلام كثير من قبل المهتمين بأنها مزورة، وقد وضع نفسه بين فضيحتين، فان كانت الوثيقة صحيحة فهي تؤكد بأن والده كان ينتمي الى حزب البعث، وقد كتبت عن ذلك وذكرت نص المادة القانونية الخاصة بإعدام أعضاء حزب البعث الذين لهم علاقات بجهات أخرى. وإن كانت الوثيقة مزوّرة كما يرجح بعض أهل الخبرة ويؤكد بعضهم الآخر، فنحن أمام فضيحة لها صوت مدوٍ بأن رئيس الوزراء مزوّر، يجب على الاطار التنسيقي أولاً وعلى أهل القانون والقضاء متابعة الأمر أصولياً.
بعد كتابتي هذه المقالات، استشاط السيد رئيس الوزراء غضباً وأمر جيشه ومعتاشيه الإعلاميين بشنّ هجوم ضدي، وكان مما لجأوا اليه شتائم بذيئة حملت في ثناياها الاعتراف بان والده ليس من شهداء حزب الدعوة، وذلك اعتراف منهم صدر في فورة الغضب والانفعال. ثم أنهم عادوا وكرروا أسلوب العاجزين المعروف باتهام عدة اشخاص بأنهم وراء ما أكتب.
أنهي مقالي بالقول: لا أحد يدفعني للكتابة ويحرّضني. لا أحد يستطيع فعل ذلك. كلمة أطلقها عالية صريحة، ومن لديه حجة خلاف هذا فليعلنها على الملأ.
بدل أن تثيروا هذه الشبهات، أجيبوا الناس على قضية الوثيقة التي نشرها السوداني، وعن سبب إعدام والده، وعن تاريخ محمد شياع الشخصي وكيف يدافع عن نفسه بأنه لم يكن بعثياً؟
إن الفريق الإعلامي للسوداني وجيوشه الالكترونية والمعتاشين عليه، يلجأون الى إثارة نقاط جانبية لشغل القرّاء الكرام عن أصل القضية، فليس لديهم سوى هذا السبيل وهم يواجهون مع رئيسهم معضلة الادعاء الكاذب أو فضيحة التزوير. إنهم يدركون أن قضيتهم خاسرة فيما لو تدخّل فيها القانون وأهل الاختصاص، فاتخذوا طريق الصراخ وإثارة الغبار، من أجل أن تتشوش الرؤية على القارئ. ومن ذلك قولهم بأن هناك من يحرضني على هذه الكتابة.