كثيرا ما ذكرتُ ، ان الحس الصحفي ، يفوق دوما بقية المجسات ، وتعترف العديد من مراكز الدراسات والابحاث المعتمدة ، بان للصحافة عيونا وأذان تلتقط الغاطس من الاشياء ، فالخبرة والمهارة والفطنة والمعرفة حينما تجتمع في جسد واحد، فالطريق  يصبح ممهَّدًا لتسجيل النجاح والتفوق.. وهذه ميزة إضافية، تمتلكها الصحافة وحدها ، تتمثَّل فيما يسمَّى «الحس الصحفي»..

اقول ذلك ، مذكرا الكثير ممن يدعون انهم اصحاب اختصاص بالاقتصاد والمال ، الذين حصدتُ منهم  شخصيا كلمات وغمزات ، وإساءات ،  كوني كنتُ  اؤكد دائما ان الغلبة ستكون للدينار ، وان الدولار مصيره الى الخذلان ، بل ان صاحب  احد الاصوات التي تتعالى في اجهزة الاعلام والفضائيات ، رماني  بسهام غريبة حينما ادع انني احد موظفي البنك المركزي العراقي ، ومن اصدقاء محافظ البنك ، وان اشاراتي ومقالاتي « مدفوعة الثمن» ومجاملات لا غير.. جزاه الله خيرا على ادعاءات ، هي اوهام !

لقد نشرتُ مقالات عديدة ، منطلقا من فهمي وحدسي الصحفي ، حينما كان الدولار يلامس الوصول الى  الـ 170 ألف دينار لكل 100 دولار، قلت فيها ، ان هذا امرا موقتا ، وانتظروا قادم الايام ، ويمكن الاطلاع على تلك المقالات من خلال ( كوكل ) وهنا ، اسهل على من يريد الاطلاع ذكر عناوين تلك المقالات (  « مرحى للجهد الحكومي في التصدي للدولار» و» مضاربات الدولار وسراب امنيات البعض»  و» مرضى النفوس … كفى !» و» بعضهم يرمون الحجارة في الماء الصافي !»  و» العقل الهادئ يعيد التوازن بين الدينار والدولار» ) وغيرها .

ومعظم تلك المقالات التي نشرتها في « الزمان « وصحف ومواقع محلية وعربية عديدة اخرى  ، كانت مصدرا لتقارير اقتصادية ، اشارت فيها تلك الوسائل الاعلامية الى الخطوات الحكيمة والشجاعة  التي اتخذها رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني ، وفريق الجهد الحكومي الذي يشرف عليه السيد السوداني نفسه ، وخطوات  قيادة البنك المركزي العراقي ، والحزم التي اتخذتها ، وها هو الدولار يتهاوى الى دون  153 ، والهبوط مستمر بإذن الله .

وبسطور مفعمة بالصدق والنية الصافية ، اقول للمشككين ، و اصحاب القلوب السود .. إن الحس الصحفي يعني بتعريف دقيق الفراسة التي يتباهى بأمثالها العرب القدامى.. وهذا الحس يعني معرفة حاجة السوق، ومطالب المجتمع، ومتابعة الإجراءات الرسمية  ، وقبل هذا وذاك يعني الذهاب إلى منطقة، يظنها الظانون مهجورة وموحشة بينما نجد فيها الورد والياسمين والأشجار الباسقة..

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *