رغم الظروف القاهرة التي رافقتي منذ بداية حياتي المرة اقولها بكل صدق انها مرة كالحنظل لم اعرف المداهنة بل قول الصدق وصراحتي التامة التي بعدتني من الناس بما فيهم الأقارب بل حتى افراد اسرتي ولم اوفق في الزواج ففيه تفاوت كثير ولم احصل واوفق لما اريد وتمنيت من النساء ويا أسفي لم احصل على ذلك نظراً لظروفي القاهرة حالت دون ذلك لذا احببت ان اكتب شيئا عن هذا.. فلا يمكن لإنسان ان يغير الاخر، لا المرأة ولا الرجل، لأن التغيير مرتبط بعوامل كثيرة تتعلق بالمجتمع والمستوى الاقتصادي والعمر وتفاصيل أخرى كثيرة وما يحصل بين الرجل والمرأة هو نوع من التنازل.. وعادة يكون هذا التنازل من جهة المرأة في ظل عوامل اجتماعية معقدة اهمها الخضوع للسائد في المجتمع، فالرجل يتقبل احيانا ان يتنازل لزوجته على مضض اذا لم يتوفر له خيار آخر، وخاصة عندما يتقدم الزوجان في العمر ويصبحان وحيدين بعد ان يتزوج اولادهما، بحيث تصبح الزوجة مساندة وداعمة لزوجها في الحياة، وبعد أن يكون الزوج فقد خياراته، باختصار يتنازل عندما يشعر بالعجز وعندما يشعر بحاجة ملحة الى وجود الزوجة.
اطار سطحي
وماذا عن التعبيرات التي قد تطرأ في مراحل الزواج الأولى.
-هذه التغييرات تبقى في اطارها السطحي وتطال امورا غير أساسية، قد يخضع الرجل لها ولكن عندما يصل التنازل الى العمق يقف الرجل عند هذا الحد.. والمرأة تعيش في الغالب في وهم ان زوجها يتنازل أمام متطلباتها، وفي الحقيقة ان المرأة القوية ذات الشخصية المتسلطة مرفوضة كليا، اما الدبلوماسية الهادئة والمتفهمة والتي تعرف كيف تدير منزلها، كما يسير مدير الشركة امور شركته، تنجح في المشاركة الفعلية وهذا يعود الى وعي المرأة ومستوى ذكائها ولياقتها الاجتماعية، هي تسعى للمحافظة على بيتها، ومن هذا تقنع نفسها بأن الرجل تنازل لها علما بأنه لا يتنازل.. العلاقة بين الأنا والآخر هي علاقة محكومة بالتصادم والنزاع، والرجل حين يرتقي السلم الاجتماعي وتبقى المرأة دونه منزلة ومكانة اجتماعية، لا يتنازل لها عن شيء، بل على العكس فأنه يقمعها في حال لم تتطور معه على المستوى النفسي والاجتماعي.. والمرأة غير قادرة على تغيير الرجل، وقد يتنازل الرجل المسن اذا ارتبط بأمرأة فتية، وهنا يلعب فارق العمر دوره بسبب قلق الرجل من فقدان المرأة، وللتمتع بجمالها وصباها فلابد ان يقدم تنازلات لها.
والفوارق الاجتماعي الا توجب التنازلات.
-قليلا ما تلعب الفوارق الاجتماعية دورا في هذا المجال لأن الرجل يثأر لكبريائه، وهنا قد تخلق هذه الفوارق تناقضا في العلاقة فيقدم الرجل تنازلات اجتماعية امام الناس فقط، اما في المنزل فتتبدل الأدوار ولكن لابد من انسجام زوجي لكي تنشأ الاسرة في مناخ سليم.
لكن هذا الانسجام يفرض اقتناعا بالتغيير؟
-الرجل الشرقي لايمكن أن يقر بالتغيير، وهناك متغير وثابت، العائلة العراقية جزء من العائلة العربية والرجل فيها هو سيد البيت ولا يتنازل الا على مضض في الحالات الاضطرارية، ولكن في قرارة نفسيه هو السيد. أما التغيير في العمق فلا يأتي الا مع النضج ومع الاستقرار والراحة النفسية في المنزل، علما بأنها ليست العامل الأوحد لتغيير الطباع في الرجل. العلاقة يبن الرجل المرأة كالعلاقات الدبلوماسية بين الدول ولابد من قيادة ما، فمن هو رأس العلاقة؟
-الرجل هو الرأس والمرأة تشارك وتعطي رأيها، لكننا ننتمي الى مجتمع تسير فيه القيم الاجتماعية والزوجية نحو التغيير وقد بصبح الأزواج في المستقبل اكثر تفهما واستعدادا للتنازل عن عنفوانهم وعن أمور اعتبروها مكتسبا تراثيا وارثا عائليا واجتماعيا وحضاريا.. ولكن الرجل الجيد الذي يرضي والديه وكل شيء يمكن ان يتنازل عنه اي شيء الا لوالديه لكسب رضا الله ومن يكسب رضا الله يعيش سعيدا ويموت سعيدا.. والعمل الذي يقوم به وان كان شاقا ومتعباً فعلى الله الأجر والثواب.