سبق وان كتبت مقالا نشر في جريدة الزمان الغراء بتاريخ 10 ايلول 2017عن الانتباه لإثارة الفتنة الطائفية التي تاكل الاخضر واليابس . يرى البعض أن الطائفية إستراتيجية مرتبطة بالنخب الاجتماعية المتنافسة في حقل السياسة، من أجل السيطرة واكتساب المواقع، سواء كان ذلك داخل الدولة، أو على صعيد توزيع المناصب والمكاسب وفقا للمحاصصة الطائفية والحزبية والجهوية ، ويكون عندها من أهم مخاطر الطائفية -السياسية تحديدا- مخاطر تدمير الدولة نفسها وما يتبع ذلك انسحابا على البلاد كلها ، والتي تنجم عن تعبئة المحسوبية والمنسوبية الطبيعية القائمة على القرابة المادية، كالعشيرة والعائلة والإثنية، أو المذهبية،او المناطقية كما تنطبق مع آليات شراء الضمائر الميته والرشوة والفساد، بما يؤدي في النتيجة إلى تزوير الإرادة العامة، والتلاعب بالرأي العام في سبيل تزييف اختياراته، أو حرفها عن خطها الطبيعي المعبرعن مصالح الناس واختياراتهم بحرية ، وكيف تؤثر بشكل مباشرعلى الحياة الطبيعية، لأنها بطبيعة الحال تنخر في الإنسان المصاب بهذا المرض أو الحامل له، فتنخل قواه بحيث يصاب كل عضو صحيح في جسمه بالشلل الطائفي، فترى قدميه تتورم من مجالسة الطائفيين، وأنفه يزكم من رائحتهم، وقس على ذلك سائر الأعضاء. أما العقل الصائب وهو محور الحديث هنا، فهو بخلاف ذلك، يقوّم المعوج، ويصلح الخلل، وإن جلس مع جاهله علمّه ونصحه وأرشده، وإن جلس مع عالم استمع له وأخذ برأيه، من هنا اقول ليكن العام الجديد عاما للتاخي والالفة ومناسبة لاصلاح ما افسدته الاحزاب السياسية والاحداث منذ عام 2003 ولحد اليوم وما تركته من ضرر في الانفس ونجعل عنوانه التاخي ونبذ الفرقة والانقسام الطائفي وان يكون العام الجديد فاتحة طريق لمستقبل ابنائنا نحو حياة مشتركة تجمعها الالفة والوحدة الوطنية بعيدا عن المواقف السياسية التي تفرق ولاتوحد..
فكل هذه الظروف طارئة وسوف تنجلي فنجن جميعا متفقون على هدف العيش بكرامة وسلام في وطن يضمنا جميعا ولتكن دعوتنا جميعا الى التاخي والمحبة في هذا العام والاعوام القادمة متذكرين قوله تعالى (انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون)الاية 10 الحجرات.. وكل عام وشعبنا ووطننا والانسانية جمعاء بالف خير.