سيادة أي بلد أولا قبل كل شيء، مرهون بتفكير أبنائه وتفكير من يحكموه على وجه خاص، والبحث عن خروج القوات الأمريكية من العراق قد تتزايد في الآونة الأخيرة، ومن الضروري أن نسأل أنفسنا قبل مغادرة أية قوات متواجدة في داخل أراضنا وقبل بيان مطلب كهذا، ماذا في جعبتنا نحن في العراق، عندما نقول «نحن» نقصد كل الفرق والأطياف والشعوب والتفكير المختلفة في الساحة العراقية؟ هل هناك أرضية مشتركة فكريا وميدانيا للوئام والتعايش المشترك بين أبناءنا في هذا البلد؟ هل هناك معادلة يمكن بناء الحياة عليها في هذه الخارطة التي نعيش ضمن خطوطها؟ هل بالفعل قمنا بتجاوز ما عانينا منه في النظام السابق في العقدين بعد الأحتلال الأمريكي للعراق فكريا وميدانيا؟نحن في العراق قبل البحث عن مغادرة القوات الأجنبية في أراضنا، بأمس الحاجة إلى ضمانات توثق علاقات متينة مطلوبة تتجاوز تجربة الحكم والتفكيروالرؤية لإدارة شؤون العراق من ولادة دولته حتى لنقل بداية سقوط النظام البعثي على الأقل، نحن بأمس الحاجة إلى بناء ثقة كاملة بين الأطياف المختلفة بشكل يضمن حياة كريمة لكل كبير وصغير، لكل طائفة وفرقة، لكل تفكير ورؤية، طبعاً،هذه الخطوة ، السهلة في الكلام والصعبة في الواقع، تحتاج إلى جهد كبير وإخلاص حاسم لحاضر العراق ومسقبله من قبل كل أبنائه.أذا كان نحب العراق حقاً، ونريد أن نبذل الغالي والثمين من أجله فعلا، فلنبدأ من أعماق أنفسنا نحن، وإذا كان نريد تحرير العراق و إجلاء أراضيه من الإحتلال وقواته، فلنبدأ بتفكير جديد قائم على الوئام والتعايش و الحياة المشتركة ونتخلى عن كل تفكير لايخدم العراق والعراقي، فحينئذ، الإحتلال يجبر أن يغادر أراضنا بنفسه وأن يترك شؤوننا لأنفسنا نحن.