ليس من الغريب أن تتحول العلاقات الاجتماعية
في مجتمعنا الى علاقات إلكترونية تماشيا” مع التطورالعلمي من خلال إجتياح الثورة المعلوماتية للعالم عن طريق الشبكة العنكبوتية في عصر العولمة والتكنولوجيا الرقمية للحاجة الماسة اليها بعد أن جعلت الكرة الأرضية برمتها كقرية صغيرة لسرعة نقل الاخبار والتواصل من خلال الأجهزة الذكية التي باتت من سمات العصرنة والعولمة وأصبحت ضرورة ملحة لتسهيل متطلبات الحياة اليومية كحضارة الكترونية مثل الحكومة الالكترونية والتعليم الإلكتروني والتجارة الإلكترونية والخدمات الالكترونية وأخشى أن نشهد الزواج الإلكتروني في زمن التحديات والمفاجآت .
لذلك بدأنا نعيش في مجتمعين متناقضين الى حد ما مجتمع إفتراضي من خلال شبكات الانترنيت ووسائل التواصل التي تتجاوز كل الحدود الزمانية والمكانية باعتباره ضربا” من الخيال بعيدا” عن الواقع ومجتمع واقعي حقيقي ليصيب البعض بإنفصام في الشخصية بتولد شخصيتين متناقضتين في جسد واحد مما يؤثر سلبا”على حياته وسلوكه اليومي داخل الاسرة والمجتمع والتي كانت تتسم بالبساطة وصفو النيات وطيبة القلب وحلاوة المعشر والتزاور والتعاون والتآلف والمحبة والتكافل الإجتماعي بين العوائل والعلاقات العاطفية الودية التي باتت غريبة في العالم السيبراني الافتراضي .
ناهيك عن المشاكل الناتجة بسبب بعض المنشورات التي تحمل في طياتها رسالة يحقق من خلالها الناشر مبتغاه دون النظر الى الكم من التعليقات والإعجابات حيث يتفاعل كل متابع معها حسب قناعته وثقافته ويدلي بدلوه سلبا”أو أيجابا” وقدتوٌلد حالة من الحسد والضغينة بين المتابعين وفي حالات نادرة قد تصل الى النزاع والمحاكم في الوقت الذي لا ناقة له فيها ولاجمل والأدهى من كل ذلك موضوعة التهديد الأخلاقي والإبتزاز المادي الذي بدأ ينخر جسد الاسرة العراقية لسوء استخدام أجهزة الهاتف النقال والهدف الذي من أجله وجدت بغض النظر عن الجرائم الالكترونية التي باتت ظاهرة مشينة ما أنزل الله بها من سلطان .
فهل لنا أن نحافظ على ثقافتنا وتراثنا وحضارتنا
وعاداتنا وتقاليدنا التي ورثناها عن الآباء والأجداد وعلاقاتنا الإجتماعية التي جبلنا عليها من خلال التوازن بين الأصالة والحداثة في التعامل مع الأمور الحياتية الضرورية بكل حيادية دون أن ننزلق في متاهات ومغريات الحياة الفانية والتي أضحت في متناول الجميع صغارا”وكبارا”بلا رقيب من خلال الشاشة الزرقاء ومواقع التواصل الإجتماعي وليكون الضمير هو الفيصل في التعامل معها حفاظا”على النسيج الإجتماعي والسلم المجتمعي .