يُحدد معنى اليتيم والفقير
-1-
اليتيم عند الناس هو مات ابوه .
ومن أفضل الأعمال رعاية اليتيم وإشعاره بالحنان والمحبة .
جاء في الحديث عن أبي أوفى قال :
{ كنا جلوساً عند رسول الله (ص) فأتاه غلام فقال :
غلام يتيم ،
وأخت لي يتيمة ،
وأمَّ لي أرملة
أَطْعِمْنا مما أطعمك الله ،
أعطاك الله مما عنده حتى ترضى
قال :
ما أحسنَ ما قلتَ يا غلام ،
اذهب يا بلال فائتنا بما كان عندنا ،
فجاء بواحدة وعشرين تمرة ،
فقال :
سبعٌ لك ،
وسبعٌ لأختك
وسبع لأمك
فقام اليه معاذ بن جبل ،
فمسح رأسه وقال :
جَبر الله يُتْمَكَ ،
وجعلك خلفاً من أبيك – وكان من أبناء المهاجرين –
فقال رسول الله (ص) :
رأيتُك يا معاذ وما صنعت ،
قال :
لا يلي أحدٌ منكم يتيما فيُحسن ولايته ، ووضع يده على رأسه الاّ كتب الله له بكل شَعْرَةٍ حسنة ،
ومحا عنه بكل شَعْرةٍ سيئة ، ورفع له بكل شعرة درجة .
والسؤال الآن :
من هو اليتيم عند الشعراء ؟
واليك الجواب
ليس اليتيمُ الذي قد مات والِدُهُ
انّ اليتيمَ يتيمُ العلمِ والأدبِ
سرعان ما يكبر اليتيم ،
وقد يُوفق لاحتلال أعلى الدرجات والمناصب، ولكنْ ما تقول في من استهان بالعلم والادب فلم يظفر منهما بشيء، انه هو اليتيم حقا ، ولن تفارقه هذه الصفة مادام بعيداً عن رحاب العلم والأدب .
-2-
والفقير عند الناس هو الذي لا يملك المال اللازم لتغطية نفقاته اليومية وحاجاته الضرورية، وهذا الذي يجعله مصباً للصدقات التي تدفع اليه لانتشاله مما هو فيه .
ولكن مَنْ هو الفقير عند الشعراء ؟
واليك الجواب على لسان أحدهم :
ليس الفقيرُ الذي لا يملكُ الذَهَبا
انّ الفقير الذي لا يملك الادبا
انّ سدّ الرمق برغيف من الخبز ليس عملية صعبة ،
ولكنْ ما هو حال الذي لا يملك شيئا من الأدب والذي هو زينة الرجال ؟
أليس هذا هو الفقير الحقيقي ؟
ولن تزول عنه هذه الصفة الاّ حين يقترب من ينابيع العلم والأدب والمعرفة والثقافة .