هنالك فرق بين ما تحبه وتفعله وما تحبه وتتمنى فعله ، وكما قال صديقي الدكتور عدنان في كتابه الأخير (( قد تكون فكرة مروعة أن يحاول أحدهم اقناعك أن هذا العالم زائف ، وأنه أشبه

بسلسلة مترابطة بمهارة عجيبة من الأحداث الزائفة المخادعة ، أنا وأنت ، من ستخبره لاحقا
عن هذا من أصدقائك ، كلنا عالقون في أحداث هذا العالم )) أي بمعنى هنالك فرق كبير بين ما
تريد وتقدر على فعله وبين ما تتمنى فعله ، الفرق يتعلق بالفكر والثقافة ، تحب الخير مثلا ولا
تجد لفعله سبيلا ، وهنالك من الخير اليسير البسيط تقدمه بكل مجانية للجميع ، هكذا نحن بطريقة أو بأخرى ، نقول كل شيء يتعلق بطموحاتنا الطيبة ، لكن هنالك فرق بين الطموح وقدرته على التحقق ، ولهذا كانت هذه المرأة آخر طموح اصطدم بالخيبة .
لم يسعفها الحظ لتنال فرصتها ، كان كل ما تسعى اليه هو الأمل ، أن تحظى بفرصة ثانية
ولكن …. للقدر شؤون اخرى ، من يعرف شؤون القدر ، من يتكهن بماهياته ، هو هو ( القدر )
كائن مستقل ، بمعنى روح ما تتحكم بمقادير حيوات الناس ، أم هو مجرد أحداث تعيّن حصولها
بمشيئة الله ، الأمر معقد بعض الشيء ، فلنتركه لشأنه ونتحدث عن المرأة ، كانت متزوجة
من رجل لم يفهمها ولا يحاول أن يفهمها ولا يريد الخوض في فهمها ، عرف أن فهمها سيؤدي الى اختلاف لا طاقة له به ، بمعنى أنه يدرك قوة ذكائها ، وان مستواه الفكري كوعي لا ينجح في التفاهم معها لأسباب تتعلق بالمنطق والمعقول ، هي تتغلب عليه بكل الأحوال ، وأفضل حلّ لتجنب المعركة الخاسرة هو الابتعاد عنها ، شأنه شأن الرجال الضعفاء الذين لا يستطيعون ابدا أن يتحاكموا للمنطق والعقل ، والأتعس في هذا الموضوع هو الثقافة ، ثقافة الزوجة العالية وثقافة الزوج الهزيلة ، كان عليها ان تكتشف هذه الأشياء عبر معرفة الآخرين ، ومن سوء حظها أنها اكتشفتني ، فما الذي حصل !!.
اختلاف الازمنة ، المكان ، الظروف ، البيئة ، الحقيقة ، زمانها تآلف مع زماني ، مكانها انسجم مع مكاني ، ظروفها تناسقت مع ظروفي ، بيئتها تشابهت مع بيئتي ، حقيقتها انصهرت في حقيقتي ، والناتج هو ، شخصان قرر القدر أن يمتحن حالهما ، والقرار هو ، أن يختار أحدهم خطوة متقدمة للتغيير ، مثلا أنا كرجل متاح لي الكثير من الخيارات باعتباري رجل مستقل مطلق قادر على قبول الاختيارات ، هي كامرأة أمامها الكثير من التضحيات ، وبينما هي تفكر في حجم التضحيات اكتشفت أن المقارنة بين تضحياتها سيء للغاية ، أطفالها ورغباتها ، من ينتصر للأهم من المهم .، وما دمنا مجتمع عربي ، فالنتائج خاسرة بكل الأحوال ، لأن المجتمع العربي لا يرحم ولا يساوم ولا يهادن ولا يجامل فيما يتعلق بالمرأة ، أمّا عن الرجل فهنالك ألف حل وحل موجود وموضوع قادرعلى أن يتفاوض ويساوم ويحلّ، أما المرأة فالخيارات لها محدودة جدا ، بل هي محاصرة تماما ، لذلك قالت لي : بصراحة أقولها لك للمرة الأخيرة في حياتي أ احببتك كل الحب منتهى الحب أجمل الحب ، لكن أعذرني أنا في ذمة رجل شرقي ،
أحببتك كأجمل ما تكون عليه وأردتك كأفضل ما طمعت به ، لكنها الخيارات اللعينة ، الظروف السيئة ، لقد عشت معك أجمل وأفضل ما رغبت ، الآن يتوقف كل شيء ، فلا خيارات متاحة أكثر من ذلك ، وأعتذر لما أقحمتك به ، دعنا نعود لواقعنا ونتخلى عن افتراضنا … وهكذا تنتهي غالبية القصص ، نساء رائعات متورطات بخيارات محدودة جدا ، يحبنك جدا ولا يملكن قرار الاستمرار معك ، هذا ما تفضل به مشكورا موقع التواصل الاجتماعي مع تجارب متعددة تنتهي ككل مرة نهايات بائسة تعيسة حزينة . سبب اغلبها حظي المشؤوم .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *