شئت أم أبيت فان القدر يرافقك كظلك من الميلاد الى الموت ، ومعنى ذلك أن كل حدث يقع لك في هذه الحياة أنت فيه مسير بتقدير قوة عليا لا مناص من الأعتراف بقدسيتها ألا وهي القوة الألهية ،ومع ذلك فقد خلق الله فيك البصيرة التي تقودك الى فعل الصواب ومن دونها تضل الطريق ، هذه البصيرة هي بمثابة صمام الأمان لمن أراد أن تكون مسيرته من غير عثرات .
لذا فان الانسان له حرية الاختيار في رسم معالم الطريق ، ان أراد فعل الخير فعله وان أراد فعل الشر فهو من يقرر رغم أن ثمة عوامل تلعب دورها في هذا الاختيار بما فيها النشأة والبيئة والمحيط الاجتماعي .
انك اذا اخترت القعود في البيت لتدر عليك السماء رزقها دون أن تحرك ساكنا وحسبت أنك مسير لتظل معدما فهذا هو الخطأ الذي يركبك .
غير أنك حينما تقرر الحركة فتنهض لتكسب رزقك بيدك وبجهدك فقد اتخذت القرار الصائب .
هذا هو الاختيار ومن دونه تسقط كل الحسابات الأخرى ،انها ارادتك وأنه هاجس البصيرة ليس غير . ومع ذلك فان مسيرتك لا تخلو من عقبات لم تكن تحسب حسابها ، ذلك أن الطموح الذي يرافقك قد تتعثر خطواته لسبب من الأسباب دون أن تكون لك يد في هذه العثرات لتدرك بعدها أن القدر لعب لعبته في رسم النهاية .
ان حياتك كلها تتغير حينما يختطف الموت أباك وأنت في وسط الطريق لم تكمل رحلتك بعد لتصيبك خيبة ما بعدها خيبة .
ان الفقر والمرض والموت وعوامل أخرى متعددة كلها تلعب دورا كبيرا في حياتنا ، لذا لن يكون يسيرا علينا أحيانا أن نختار ليسقط هذا الفرض ويحل محله شيئا أقوى من ارادتنا فرض نفسه .. ترى هل هو ما نطلق عليه القدر ؟
أجل انه القدر ولا ريب ، لذا لا يمكن أن ننكر أننا مسيرون ولكن أيضا نحن مخيرون .
أجل نحن مسيرون ومخيرون .. لا يمكن الفصل بين هذين المعيارين في حياتنا منذ النشأة وحتى الممات .
ولنكن صادقين مع أنفسنا بالأعتراف بأن هذه المعادلة شاقة ومحيرة في آن واحد ، وألا نتجاهل حقيقة الأمر الواقع بأننا نلمس في كل يوم بل في كل ساعة أحداثا تفسر هذا الترابط العجيب بين طرفي المعادلة .
غير أن حسم المسألة لا يمكن أن ينتهي بالتخمين فحسب اذ كيف نبرر لمن يقتل ويسرق ويزني أن يقوم بفعلته الا أن يكون الاختيار اختياره وحده دون أن يفرض عليه أحد هذا السلوك المنحرف .
اننا حقا تحت قبضة القدر ولكن دون أن ننسى أننا قادرون على فعل الخير بارادتنا أو فعل الشر اذا أردناه .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *