في‭ ‬أي‭ ‬بيت‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬وبسهولة‭ ‬جداً،‭ ‬ان‭ ‬يقوم‭ ‬أي‭ ‬مواطن‭ ‬بذبح‭ ‬عجل‭ ‬أو‭ ‬خروف‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬اية‭ ‬شروط‭ ‬صحية‭. ‬هذا‭ ‬واقع‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬مراقبته‭ ‬او‭ ‬تغييره‭ ‬لأنه‭ ‬مرتبط‭ ‬بالمناسبات‭ ‬الدينية‭ ‬كالأعياد‭ ‬او‭ ‬الاجتماعية‭ ‬كالأعراس‭ ‬وبحدود‭ ‬يعدها‭ ‬بعضهم‭ ‬مقدسة‭. ‬من‭ ‬هنا‭ ‬يحتاج‭ ‬البلد‭ ‬الى‭ ‬حملة‭ ‬إعلامية‭ ‬كبيرة،‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬حملة‭ ‬أجهزة‭ ‬الصحة،‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬إشاعة‭ ‬الوعي‭ ‬إزاء‭ ‬المرض‭ ‬الجديد‭ ‬المنتشر‭ ‬وهو‭ ‬الحمى‭ ‬النزفية‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬قلقاً‭ ‬متفاقماً‭ ‬يضاف‭ ‬الى‭ ‬هواجس‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬الرقابة‭ ‬الصحية‭ ‬والطبية‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬كثيرة‭.‬
تبدو‭ ‬الدولة‭ ‬العراقية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬جهاز‭ ‬اعلامي‭ ‬كفوء‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬مواكبة‭ ‬الحدث‭ ‬الداخلي‭ ‬بعمق‭ ‬ومتابعته‭ ‬عبر‭ ‬حملات‭ ‬مستحقة‭ ‬للتوعية‭ ‬عبر‭ ‬إمكانات‭ ‬كبيرة‭ ‬تمتلكها‭ ‬الدولة‭ ‬وتمول‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬الاعلام‭ ‬المحسوب‭ ‬عليها‭. ‬وهذه‭ ‬ليست‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تبدو‭ ‬الدولة‭ ‬العراقية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬دعم‭ ‬اعلامي‭ ‬من‭ ‬الأجهزة‭ ‬الممولة‭ ‬من‭ ‬قبلها،‭ ‬ذلك‭ ‬ان‭ ‬الروتين‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬العدو‭ ‬الأول‭ ‬لولادة‭ ‬اعلام‭ ‬ناجح‭ ‬يهيمن‭ ‬على‭ ‬المنتوج‭ ‬الإعلامي‭ ‬الظاهر،‭ ‬كما‭ ‬ان‭ ‬تسع‭ ‬عشرة
‭ ‬سنة‭ ‬لا‭ ‬تبدو‭ ‬قد‭ ‬انتجت‭ ‬كوادر‭ ‬متفانية‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬رسالة‭ ‬إعلامية‭ ‬بقدر‭ ‬كونها‭ ‬أدوات‭ ‬بيد‭ ‬أحزاب‭ ‬وشخصيات‭ ‬ونواب‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬الستار‭ ‬أو‭ ‬انّ‭ ‬لها‭ ‬عينا‭ ‬في‭ ‬المؤسسة‭ ‬الإعلامية‭ ‬الرسمية‭ ‬وأخرى‭ ‬على‭ ‬الاعلام‭ ‬الخاص‭ ‬ومصالح‭ ‬خارجية‭.‬
لا‭ ‬تزال‭ ‬المكاشفة‭ ‬المطلوبة‭ ‬مؤجلة‭ ‬في‭ ‬تقويم‭ ‬الاعلام‭ ‬العراقي‭ ‬الممول‭ ‬من‭ ‬الدولة،‭ ‬وهذا‭ ‬مرتبط‭ ‬بمساومات‭ ‬سياسية،‭ ‬كان‭ ‬ينبغي‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬الاعلام‭ ‬خطاً‭ ‬أحمرَ‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬المساس‭ ‬به،‭ ‬كأي‭ ‬جهاز‭ ‬سيادي‭ ‬ينماز‭ ‬بالاستقلالية‭ ‬والتفاني‭ ‬وتجدد‭ ‬الكوادر‭ ‬واختيار‭ ‬قيادات‭ ‬الوحدات‭ ‬الإعلامية‭ ‬بعناية‭ ‬فائقة‭ ‬من‭ ‬كفاءات‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬اعتبارات‭ ‬سياسية‭ ‬ومذهبية‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬جار‭ ‬في‭ ‬السنين‭ ‬الأخيرة‭.‬
يقال‭ ‬انّ‭ ‬الوحدة‭ ‬العسكرية‭ ‬بقائدها،‭ ‬وهذا‭ ‬التوصيف‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬الوحدات‭ ‬الإعلامية،‭ ‬وانّ‭ ‬الحكومات‭ ‬جميعها‭ ‬مقصرة‭  ‬وربما‭ ‬متواطئة‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬تدقيقها‭ ‬بملف‭ ‬الاعلام‭ ‬وطبقاته‭ ‬المتكلسة‭ ‬ودهاليزه‭ ‬التي‭ ‬ادمنت‭ ‬ما‭ ‬انساقت‭ ‬عليه‭ ‬الأحزاب‭.‬
الحمى‭ ‬النزفية‭ ‬التي‭ ‬ندعو‭ ‬للتعبئة‭ ‬الإعلامية‭ ‬الواسعة‭ ‬لمكافحتها،‭ ‬انما‭ ‬هي‭ ‬تعبير‭ ‬مجازي‭ ‬لتوصيف‭ ‬اصابة‭ ‬الاعلام‭ ‬الحكومي‭.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *