سأُعلنُ اللجوء إلى دياري القديمة ؟!
أحملُ معي متاريسَ الهمومِ العقيمة
وأروي أرضي بعرقِ الجبين
و بفأسي القديمة
أرسمُ لوحةً في الطرقات الحزينة
وأنثرُ الليلك على مرآى الطريق
وأزيلُ آثارَ الحريق
في حلمٍ كانَ يراودني منذ الصغر
ما أطيبَ ملح أرضي
وما أعذبَ مائي
عجوزٌ تراقصني على حافة النهر
وهلاهلُ عيونٍ تزفني نحو زرعي
إنَّ للحياةَ هنا طعمٌ آخر
أيها السادة !!
لقد غرَّدَ طائرُ الخضير لي ولمن حولي
إنّ الحياةَ قد عادت
تبدلت تعاستي وأصبحتْ سعادةً
لا صراخٌ ولا أصواتٌ مقززةٌ مملةٌ
إنه الهدوء
ليلي مواويلٌ ومزمارٌ وهدوء المكانِ
وفرحةُ الصغار
ونسيمُ الهواءِ العليلٌ يلعبُ مع الأغصان
نيازكُ السماء فرحةٌ لأجلي ولأجل أرضي
تنيرُ دربي المظلم
ما الذي فعله المحتلُ المجرمُ وما جره المستعمر
أيها السادة!!
لقد تعبَ العقل من صدعِ الأقاويلِ الكاذبةِ والوعودِ المزخرفةِ بالخذلان
نقلها لنا الحكّامُ من مصائبٍ وأحزان
لقد سئمنا الحال من أنفسنا
تقطعتْ صلةُ الأرحام
وأصبحَ الدّمُ بلا عنوان
إنَّ الحريةَ والديمقراطيةَ جلبهما لنا الأغراب ؟ في عجنِ وطحنِ الإنسان
وجعله يأكلُ كالغربان ينهشُ بعضنا البعض الآخر ونقتلُ بعضنا بعضا”
واستُغِّلَ الدّينُ عندَ الرعاع وكفرونا بالهوا والماء وهذا كذا وذاكَ كذا
أليسَ فيكم كذا ؟
أليسَ الدين لله ؟

أيها السّادة ؟
امتحانُنا عسيرٌ قد طالَ كثيرا”
اخلعْ نعليكَ إنّك في أرضِ العراق
المقدسةٌ أهلها شرفاءٌ كرماءٌ أقوياء
رحماءٌ نبلاءٌ فاسأل التاريخَ عنّا
وليشهدَ لي دمي وقلمي أنا نحنُ العراق….

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *