تضاف‭ ‬بين‭ ‬أسبوع‭ ‬واخر‭ ‬مبادرة‭ ‬جديدة‭ ‬او‭ ‬مواقف‭ ‬سياسية‭ ‬تشبه‭ ‬المبادرات‭ ‬لحلحلة‭ ‬الازمة‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬والتي‭ ‬عقدتها‭ ‬الأساسية‭ ‬هي‭ ‬عدم‭ ‬السماح‭ ‬بتغيير‭ ‬قواعد‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬ارساها‭ ‬حاكم‭ ‬العراق‭ ‬الأمريكي‭ ‬سيء‭ ‬الصيت‭ ‬بول‭ ‬بريمر‭ ‬استنادا‭ ‬الى‭ ‬متناثر‭ ‬التوافقات‭ ‬والاجتهادات‭ ‬والتواطؤات‭ ‬التي‭ ‬افرزها‭ ‬مؤتمر‭ ‬لندن‭ ‬للمعارضة‭ ‬العراقية‭ ‬السابقة‭ ‬قبيل‭ ‬حرب‭ ‬احتلال‭ ‬العراق‭ ‬برعاية‭ ‬المبعوث‭ ‬الأمريكي‭ ‬المكلف‭ ‬ملف‭ ‬العراق‭ ‬زلماي‭ ‬خليل‭ ‬زادة‭.‬
‭ ‬فكرة‭ ‬حكومة‭ ‬اغلبية‭ ‬وطنية‭ ‬وتكليف‭ ‬رئيس‭ ‬للحكومة‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬الدائرة‭ ‬المغلقة‭ ‬المعروفة،‭ ‬هما‭ ‬من‭ ‬المحرمات‭ ‬التي‭ ‬ترى‭ ‬قيادات‭ ‬سياسية‭ ‬انها‭ ‬تنسف‭ ‬مبدأ‭ ‬التوافقات‭ ‬الضامنة‭ ‬للاستقرار،‭ ‬فيما‭ ‬يبدو‭ ‬انّ‭ ‬تلويح‭ ‬زعيم‭ ‬التيار‭ ‬الصدري‭ ‬بقرار‭ ‬الذهاب‭ ‬الى‭ ‬المعارضة،‭ ‬وانتظار‭ ‬تشكيل‭ ‬الحكومة‭ ‬خلال‭ ‬ثلاثين‭ ‬يوماً،‭ ‬من‭ ‬الكتل‭ ‬الأخرى،‭ ‬انّما‭ ‬هو‭ ‬خيار‭ ‬صعب‭ ‬ومخيف‭ ‬للقوى‭ ‬الأخرى،‭ ‬فالتيار‭ ‬ليست‭ ‬حزبا‭ ‬مصطنعا‭ ‬كأحزاب‭ ‬العرب‭ ‬السُّنة‭ ‬مثلا،‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تنتهي،‭ ‬في‭ ‬اية‭ ‬ساعة‭ ‬وليس‭ ‬يوماً‭ ‬أو‭ ‬شهراً،‭ ‬بنهاية‭ ‬وهج‭ ‬أصحابها‭ ‬وزوال‭ ‬وجوههم‭ ‬من‭ ‬الواجهة‭ ‬السياسية‭. ‬ذلك‭ ‬انّ‭ ‬التيار‭ ‬يستوعب‭ ‬حركة‭ ‬شعبية‭ ‬واسعة‭ ‬لها‭ ‬انتماء‭ ‬وجداني‭ ‬وروحي‭ ‬أكثر‭ ‬منه‭ ‬حزبيا‭ ‬وسياسيا‭.  ‬فالتيار‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬يستطيع‭ ‬ان‭ ‬يغير‭ ‬قواعد‭ ‬اللعبة‭ ‬السياسية،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬المعارضة،‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬يريدون‭ ‬ذهابه‭ ‬لهذا‭ ‬الخيار‭.‬
الوقت‭ ‬يمضي‭ ‬سريعاً،‭ ‬ولا‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬التحالف‭ ‬الثلاثي‭ ‬يستطيع‭ ‬تقبل‭ ‬التغيير‭ ‬الجوهري‭ ‬ولو‭ ‬لدورة‭ ‬انتخابية‭ ‬واحدة،‭ ‬ويكون‭ ‬لكل‭ ‬حادث‭ ‬حديث‭ ‬بعدها،‭ ‬ضمن‭ ‬اللعبة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬التي‭ ‬يتنصل‭ ‬اغلبهم‭ ‬منها‭.‬
المستقلون‭ ‬جاءوا‭ ‬بمبادرة‭ ‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬مبادرة‭ ‬الإطار‭ ‬التنسيقي،‭ ‬وليس‭ ‬هناك‭ ‬امل‭ ‬في‭ ‬قبول‭ ‬المبادرتين‭. ‬وكان‭ ‬الاجدر‭ ‬بالمستقلين‭ ‬أن‭ ‬يقرروا‭ ‬حسم‭ ‬الوضع‭ ‬المتأرجح‭ ‬ويرجحوا‭ ‬كفة‭ ‬على‭ ‬أخرى،‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬النتائج‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حسم‭ ‬الازمة‭ ‬وفك‭ ‬الانسداد،‭ ‬والذهاب‭ ‬الى‭ ‬الاستحقاقات‭ ‬الدستورية‭ ‬وتوقيتاتها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تأخير‭ ‬انتصاراً‭ ‬للمصالح‭ ‬العليا،‭ ‬التي‭ ‬تبدو‭ ‬باهتة‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬اغلبية‭ ‬القوى‭ ‬وأحيانا‭ ‬لدى‭ ‬جميعها‭.‬
مبادرة‭ ‬المستقلين‭ ‬تستهلك‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬مفردات‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬لاكتها‭ ‬مبادرات‭ ‬سابقة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬جدوى،‭ ‬كما‭ ‬انّ‭ ‬هناك‭ ‬فقرات‭ ‬غائمة‭ ‬فيها،‭ ‬وربما‭ ‬لو‭ ‬توضحت‭ ‬لكانت‭ ‬سبباً‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬الازمة‭ ‬وليس‭ ‬حلحلتها‭ ‬كفقرة‭ ‬السلاح‭ ‬وعائديته‭ ‬وحذفه‭ ‬من‭ ‬قاموس‭ ‬الخروج‭ ‬على‭ ‬الدولة‭.‬
‭ ‬مَن‭ ‬لديه‭ ‬القرار‭ ‬فليتقدم،‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬البلد‭ ‬الساعة‭ ‬الى‭ ‬مبادرات‭ ‬لفظية

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *