واضح أن هنالك جهودا” محترمة  تبذل ،  لكن لا أعلم لماذا في العراق فقط .. نبدأ دائما” من الصفر وبوجوه جديدة لمشاريع وأفكار جديدة ، لن نشهد تنفيذها ( باحتمال ممكن )،  مثلما حصل منذ أكثر من 15 سنة ..
ولماذا هذه الطريقة التي غادرها العالم بأجمعه،  حيث التكامل في إنجاز المشاريع واختبارها وتقييم نتائجها  والإفادة منها  ..
لماذا نعود إلى البداية دائما” لمشاريع سيتركها الوزير القادم (باحتمال ممكن أيضا”) ويبدأ بمشاريع تتوافق مع توجهاته ..
وبناءا” على ذلك يتكيف خبراء البنك الدولي ، مثلما شهدنا واقع ماجرى في المراحل والسنوات السابقة ؟
لا نتحدث من فراغ ،  ولدينا خبرة عمل في ديوان الوزارة بمناصبها المختلفة مايقارب 30 سنة .. وخبرة في ترؤس فرق عمل الوزارة مع المنظمات الدولية بغالبية مشاريعها الاستراتيجية بحدود 12 سنة مستشارا” للوزارة .. والعمل مع هيئة المستشارين والأمانة العامة لمجلس الوزراء في مشاريع الإصلاح الاداري والتخطيط الاستراتيجي لمدد تقارب ما ذكر في أعلاه .
لذلك تعتمل في داخلي تساؤلات عديدة  تؤلمني كمواطن عراقي وأستاذ جامعي ومن ذوي عدد من المناصب القيادية في الوزارة لمرحلة سابقة ، وهي لاتقلل إطلاقا” من الجهد الحالي المبذول وتحترمه ..
لكن ، يبقى التساؤل الأكثر أهمية :
متى سيؤمن أصحاب القرار على اختلاف مستوياتهم الوظيفية؟..
أن التكامل في الأداء  ضرورة حتمية ..
وأن بناء الخبرات له مسارات طويلة ، ولا يتم من خلال استبدال الوجوه واستبدال المشاريع وفقا” لوجهات النظر التي تتغير في كل مرة وبعد كل تغيير حكومي ؟
نتمنى أن تؤخذ وجهة نظرنا برحابة صدر  ( لشخصية أفنت عمرها في خدمةالتعليم العالي) ،
فهنالك عشرات من المشاريع التي أنجزت بالتعاون مع البنك الدولي واليونسكو ومنظمات دولية أخرى ،  وضعت ملفاتها وَمجلداتها على الرفوف وفي الجرارات ..
لنبدأ بمنحة مالية دولية جديدة ومشاريع جديدة .. ووجوه جديدة ( مع كل الاحترام) ..
هل أن الحرص والصراحة ستزعج ، وقد لايتم تقبلها بمستوى معين ؟
الجواب / نعم
لكن، كيف يمكن أن يتطور الوطن مالم تكن هنالك أبواب للنقد الإيجابي ..
والأبواب المتاحة فقط موجودة حاليا” في الصحافة وفي وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن تتخلى الوزارات عن كفاءاتها السابقة وكل خبراتها المتراكمة ، بمجرد الإحالة أو طلب التقاعد.. فتتقطع جميع حبال التواصل (حتى مع بعض زملاء الأمس والدرب الطويل) .. وتسود الغربة المطلقة بين الوزارة والأشخاص الذين عملوا على بناء مساراتها سنوات طوال .
أتمنى التوفيق للجميع.. وأتمنى أن نشهد في المرحلة المقبلة ما يحقق للعراق والتعليم العالي فرصا” أفضل في تواصل الخبرات وتناغم الكفاءات الوطنية ، من أجل مستقبل أفضل لأجيالنا ..
الله والوطن من وراء المقاصد
{ استاذ متمرس

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *