الحديث كثير عن ما يسمى بالدراما المسروقة سواء كانت دراما سورية او مصرية او حتى التركية .اريد ان قدم بعض الشي للايضاح :من قرأ للمنفلوطي وادبه الثري الذي قدمه على مدى سنواته وترجماته الروائية وخصوصاً من الادب الفرنسي لم يقدمه كمترجم فقط بل مترجم وكاتب ايضا حيث اعادة صياغة تلك التراجم بطريقته الخاصة ومنها ما عمل لها التقديم بصورة مصرية قريبة للقاري خصوصاً ماجدولين أو تحت ظلال الزيزفون .? اما المسرح العراقي فقد قدم الكثير من الاعمال الادب الروسي والانكليزي باللهجة الدارجة .وفي السينما الهندية تم تقديم الكثير من الافلام التي قدمتها السينما الغربية .اما السينما المصرية في سبعينيات القرن الماضي تناولت العشرات من الافلام الاجنبية وقدمتها بسيناريو مصري وكثيرة الافلام التي شهدها اجيال تلك الحقبة ، لاندري لم اليوم توصف بالسرقة اكثر مما ان تقدم لك دراما بلهجتك وقريبة الى مسامعك، اليس ذلك افضل ، مثال على ذلك فيلم (حبيبتي) بطولة فاتن حمامة ومحمود ياسين والذي تم تصويره في لبنان عام 1974ويعد واحد من اجمل الافلام المصرية والذي كان يعتبر نسخة عربية لفيلم Monpti بطولة رومي شنايدر، عام 1957.ويعدّ فيلم حبيبتي من قمة الافلام الرومانسية العربية التي فازت بجوائز عالمية ، من قصة بورفا لازري واخراج هنري بركات وموسيقى الياس رحباني..القصة تأخذ جانبا من حياة المغترب عن وطنه , وحدته وخوفه من المجهول ، اضطراب مشاعره.. فبطل القصة (محمود ياسين) رسام تشكيلي يعيش في لبنان وبطلة القصة (فاتن حمامة) فتاة طيبة محافظة لها معارف في لبنان ، وقد قدمت وحدها اليهم لتعمل امينة مكتبة عامة في لبنان..شاءت الظروف ان تجمعهما خارج بلدهما في علاقة حب رفيعة تجلت في صدق المشاعر ونزاهة النفس..والجميل ان بطلة القصة التي تعيش وحيدة في غربة عن اهلها تتقي مشاكل الدنيا بكذبات بيضاء لتؤمن حياتها وسكنها تحسبا من خوف الفتاة في غربتها ان تكون ضحية ومطلب طامع قصير النظر ، فهي تعيش بحدود القوت الاساسي الذي يغطي – بالكاد- حاجتها كأنسانة ومغتربة في عالم هانت فيه القلوب عن الرحمة واتشحت بالغلظة.. وعندما يعرف بطل القصة حقيقة حياتها البسيطة وعصاميتها ، تلك الحياة التي كانت تثير شكوكه حين ترويها حبيبته بسيل من التناقضات والاكاذيب الصغيرة..عندما يعرف ذلك ينضج تعلقه بها كفتاة طاهرة ويزداد شغفه بها كحبيبة امتلكت قلبه ، وحين قرر الحبيبان الزواج بمباركة معارفها في لبنان وذهبت لتشتري هدايا ولوازم بايقاعها السريع والفرح يغمر قلبها الشفاف تعرضت لحادث سيارة .والفليم موجود على اليوتيوب لمن يريد ان يستمتع بالمشاهدة.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *