نبحر في بعض نصوص الشاعرة السورية فدوى صالح، وهي تمنحنا بعض الالتزامات العامة لنصوصها وكيفية التداخلات النصّية من خلال عمليات التركيب النصّي، كي نتلائم مع حقول الجمل الممتدة على بعضها؛ وهي تلتزم ببنية دالة رئيسية في كلّ نصّ من نصوصها، لذلك يجري الكشف عن المفاهيم والأبعاد النصّية التي تلائم المعاني من خلال التحولات الأساسية لكلّ نصّ من نصوص الشاعرة؛ والتي تتضمّنها البنية الدالة على النصّ. وتقديم بعض الإشكالات الدائمة والمتعلقات الذاتية التي من خلالها يتم تفسير الدلالة والبنى النصّية في عملية البناء النصّي.
لو كنت شاعرة
لعصرت روحي حروفا دافئة
تورق في قلب صبية
تمزق عن كتفيها رداء الاكتئاب
لو كنت شاعرة
لما أمطرت حروفي إلا على الأرض اليباب
لو كنت شاعرة
لدونت أنفاس أمي على الصفحات
كمنبه للتذكير بمخالب العقوق
فهل من أحد قبلها ؟؟!!!
قام بالواجبات قبل الحقوق
لكتبت عن ثقوب ذاكرتها
من قصيدة: لو كنت شاعرة – فدوى صالح
لو كنت شاعرة.. ألا نرى هناك إحالة إلى ضمير الذات بشكل واضح، علما أن الجملة ليست خاصة، بل شمولية المعنى، وماذا عن الذين يتلقون الشعر خارج المكتوب؟
لو تعمقنا أكثر من خلال النصّ ونوايا الشاعرة السورية فدوى صالح، فسوف نتوقف في عدة محطات تعني بها الإحالة ومنها الإحالة إلى الشأن، إذن نخرج من الذات والذاتي ونتربع في منظور الشأن.
لو كنت شاعرة + لعصرت روحي حروفا دافئة + تورق في قلب صبية + تمزق عن كتفيها رداء الاكتئاب + لو كنت شاعرة + لما أمطرت حروفي إلا على الأرض اليباب + لو كنت شاعرة + لدونت أنفاس أمي على الصفحات + كمنبه للتذكير بمخالب العقوق + فهل من أحد قبلها ؟؟!!! + قام بالواجبات قبل الحقوق + لكتبت عن ثقوب ذاكرتها
نتجه نحو علاقة القوة، وهي العلاقة التي تؤسسها الرمزية الدالة، ففي كلّ نصّ، هناك علاقات، وأهمها علاقة القوة التي تظهر من خلال سياق الجملة، فالتمني يقودنا إلى فعل كلامي، ولكن في نفس الوقت يكون رمزا بعلاقة مع الفعل الكلامي، لذلك عندما تواصلت الشاعرة السورية فدوى صالح بنصّها من خلال المنظور الذي يقرّب المعاني، فأنها كانت ضمن علاقة القوة، وإلا لاتظهر المعاني بشكل مباشر.
الحروف الدافئة، قلب الصبية ورداء الاكتئاب؛ فصلت النصّ عن النصّ، فالشاعرة مع مبدأ الفعل الرمزي، وذلك من خلال الجمل المركبة، ومن هنا لاحظنا تركيب المفردات بشكل ثنائي، كي تكوّن الشاعرة مركزية للفعل الكلامي من جهة ومركزية للرموز التي وظفتها من جهة أخرى، وهي البنية الجديدة الحاملة للدلالات.
…
..
جزء من مادة مطولة لكتاب قبعة اللامحدود