يبرز في استديوهات التحليل الرياضي على مستوى معظم بطولات كرةالقدم ، والالعاب الاخرى ايضاً ، تساؤل ملح وهو اين الثبات الانفعالي ، كلما تجاوز مدرب او لاعب او اداري او مشجع على الثوابت الرياضية .. مدرب يسلك سلوكاً مشيناً ازاء الحكم المساعد ، وهذا المدرب لاعب دولي سابق ، وعضو متقدم في كوادر تدريبية لسنوات ..مدرب اخر يغادر المنطقة الفنية المسموح له في التحرك فيها ، الى منطقة خلف مرمى فريقه ، والمدرب لاعب دولي سابق ومدرب مساعد لمواسم عديدة .. ومدرب مساعد ثالث يدخل الملعب ويتجاوز على الحكم ويمد يده اليه ، ثم يصعد الى منصة كبار الحضور ليتلاسن مع أحد الحضور ، وهذا المدرب المساعد، لاعب دولي سابق ومدرب مساعد لاحد المنتخبات الوطنية لسنوات.. ومدرب رابع يترك عمله الفني ، ليتشاجر مع الحكم ويسمعه كلمات غير لائقه بتاريخه كلاعب دولي سابق ومدرب مساعد لسنوات طويلة ، وفريقه يدفع الثمن باهظاً ويخسر المباراة بعدما كان متقدماً.. ولاعبون دوليون يتجهون الى الحكم بقصد الغاء ضربة الجزاء التي منحلها للفريق المنافس .. و الممرن برتوفيش نزل في احدى المباريات الى داخل ليمنع لاعبا من تسديد ضربة جزاء منحت لمنتخبنا ..كل هذه التجاوزات حصلت امام مشاهدين عددهم بعشرات الالاف .لجنة الانضباط بالاتحاد اكتفت بعقوبات غير مشددة ، ليبقى باب التجاوزات مفتوحا على مصراعيه .
اما لماذا اصبح عدم السيطرة على الانفعالات ظاهرة في المنافسات الرياضية المحلية.. اذا قلنا هي قلة خبرة ادارية ، فهذا غير صجيح لان النماذج المتقدمة الذكر لها من الخبرة ما يسعفها لثبات انفعالها .. اذا قلنا قلة معرفة بالقانون الذي يضبط اللعبة ، فهذا ايضا غير صحيح ، لان اللاعب الدولي السابق والمدرب ، عاشا ميدانيا كل تفاصيل اللعبة ، وبالتالي هم على احاطة تامة بالعوقب التي تنتظرهم من انديتهم والاتحاد ازاء كل حالة تجاوز .
اخطاء ساذجة غير مقبولة تماما لان المدرب عندما ينصرف عن واجبه الرئيس في المباراة ، وهو قيادة الفريق ، فان التشتت يهيمن عليه وعلى فريقه ، وكذلك اللاعب الذي يفقد تركيزه ، يكون عبئاً على فريقه .. عدم سيطرة اللاعب او المدرب على انفعاله عجيب جداً ، لان اللاعب او المدرب ، على علم تام بشروط وقانون اللعبة سواءاً كانت كرة القدم او غيرها ..شروط اللعبة هي ان لاعب الفريق المقابل له الحق الكامل في التنافس على كل كرة ، والسعي الى نتيجة الفوز ، واظهار كامل مهاراته ، كما ان الحكم ينفذ في الملعب القانون فلماذا الاعتراض غير القانوني .. نعم الانفلات الانفعالي ظاهرة غير صحية وغير حضارية ، وهي نتاج الشحن والحساسية وعدم تقبل الخسارة ، والتعبئة الاعلامية غير المنطقية للحدث احياناً.
الجمهور مصدر قوة للفريق ولكنه يتحول قد الى مصدر ضعف لفريقه ، عندما يغالي في طلباته ، فيفقد هو الاخر ثباته الانفعالي ، وتثقيف الجمهور مهمة صعبة خاصة عندما يقرر البعض اثارة الشغب لاتفه سبب ، كأن يكون اداء فريقه ليس بمستوى الطموح ..إذاّ كيف السبيل للحد من الانفلات الانفعالي ..الاجابة المؤكدة هي العقوبة الصارمة بحق المتجاوز مهما كان شانه ، لاعبا كان ام مدربا ام أحد الانصار .. وقد يقول قائل ضبط الانفعال صعب .. الامر ليس كذلك ..ملاعب اوربا وبطولة الدوري الانكليزي على وجه التحديد ، تراجع فيها حالات الانفعال الزائد عن حده والاعتراض على قرارات الحكام في العقد الاخير، بعد تسجيل عقوبات صارمة على المخالفين.
معضلة الانفلات الانفعالي يجب ان لا تتفاقم .. امام الاتحاد العراقي لكرة القدم حل واحد لا غير ، وهو ردع المسيء على نحو فوري ..والردع يجب ان مؤثراً بحيث يعرف المسيء حده فيقف عنده.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *