لم يخطر في بالي هذا الصباح انتظار نتائج التحقيق التي ستصدرها لجنة مختصة سيتم تشكيلها للتحقيق بخصوص ( استشهاد / مقتل / اغتيال) الصحفية شيرين ابو عاقلة ..  ولم تشكل كل الإدانات وبيانات الاستنكار الصادرة من الحكومات العربية ووسائلها الإعلامية شيئا يذكر أمام مشهد القتل المتكرر الذي اعتدناه منذ عقود !! ستكون رسائل التعزية وخطابات النعي والوشاح الأسود الذي سيعتلي زاوية في شاشة القنوات الإعلامية الشقيقة المتحاربة هي القاسم المشترك الأكثر وضوحا الذي اعتاد عليه المواطن العربي في كل النكسات والخيبات التي أدمناها .. وبغض النظر عن نوع وعدد ومصدر الإطلاقات النارية التي قتلت شيرين فأن ثمن هذه الاطلاقات قد تم دفعه مقدما !!
ولم يعد غريبا في عالم السياسة الذي يحكمنا بأن نُقتل على يد أصدقاء اليوم الذين كانوا اعداءنا بالأمس .. ولم يعد الأمر سراً  أو مخجلا حين يدفع أمراء النفط دية قتلاهم طالما كان العرش محروسا بذات السلاح الذي يغتالنا كل يوم !!
حرية الصحافة في بلادي يمكن اختصارها بجملة واحدة قد تصلح لتكون شهادة موت سريري لأمة كاملة : مابين خاشقجي وشيرين خطاب نعي واحد يصدره ذات القاتل.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *