ليس القتال ضرورة تقتضيها صراع المصالح ، أو الرغبة في التوسع ، أو فرض إرادة القوة الغاشمة فحسب بل هي متعة و تسلية حتى أصبحت الفنون القتالية والمصارعة و المبارزة والملاكمة العاب أولمبية بعد أن كانت العاب موت ، وسوق رهانات منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة في عهد الرومان والاغريق ..
في عهد نيرون إمبراطور روما،أرسل سفينة محملة بالذهب إلي مصر لتأتي برمال لتفرش في ساحة حلبة المصارعة (كولوسيوم)، التي تقام عليها ألعاب المصارعة لحد القتل..كانت هناك أنواع التقاتل
مثل التقاتل بين العبيد، أو التقاتل بين الاسرى،
او التقاتل بين البشر والحيوانات المفترسة..
و بينما هذه السفن في البحر، قامت الجماهير بثورة لأن روما كانت تمر بمجاعة كبيرة.
حيث لم يكن هناك حبوب ما يكفي في البلاد ،وثار الناس في الشوارع، وحطموا المدينة.
حين وصلت السفن إلي مصر، علم كبير الضباط الروماني المسؤول عن القافلة بما حدث…
فسأل الحاكم الروماني لمصر عما يجب أن يفعله،
هل يشتري بالمال قمحاً؟؟،
ليعود به لينقذ روما ،أم ينفذ ما أمر به قيصر نيرون ويعود بالرمال..

تعجب الحاكم من السؤال الذي لا يصح أن يصدر عن ضابط في مثل هذه المكانة الكبيرة، لأن الاوامر يجب أن تنفذ..
لهذا السبب كان عليه ان يعود لقيصر بأسرع ما يمكن محملاً بكل ما يمكنه من الرمال ، لأن في الرمال الحل !!!!
الغريب في الأمر أنه حين عادت السفينة بالرمال ، استقبلها حشود غفيرة ، وعندما بدأت الألعاب هدأ الشعب وإنتهت الثورة!!.
حيث إنشغل الناس في الألعاب والقتل ونسوا ما يمرون به من مجاعة..

لا زالت (استراتيجية الالهاء) تستخدم للسيطرة على الشعوب الغافلة الى يومنا هذا…
ولازال شبابنا يتصارع على من يفوز برشلونة ام ريال مدريد و ينغمس في الحفلات الغنائية للفن الهابط و تجد الجميع راقصا” على اي موسيقى، ومعظمهم يقلد في لبسه و هيئته فنانين تافهين، و يمارسون سلوكيات غريبة من انتاج مؤسسات التفاهة ….
في ظل المنافكات والصراعات السياسية حد الانسداد ، لازال المجتمع منشغل بجوجو دعارة والبوتكس و الفلر ، و(الطش)على وسائل التواصل الاجتماعي ، و ننتظر
المشهد السياسي الصاخب بالصراع على المصالح لسرقة الوفرة المالية من واردات النفط حتى لو نزلت الأطراف السياسية بكل قواها على تراب حلبة المصارعة(السياسية) ومارست القتل على الشعب بالجوع والفقر و الجهل والمرض و وووو..
ولازلنا في دوامة( القتال بين الجهال)
لنا ولك الله يا عراق ..
ولعنة الله على السراق..

البروفسور د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *