الانتخابات البرلمانية العراقية التي جرت في تشرين من العام الماضي والتي أفرزت فشلا كبيراً للأحزاب والكتل الموالية لإيران وخسارتها العديد من مقاعدها النيابية وفقدانها الأغلبية في مجلس النواب هذا السيناريو  تكرر في الانتخابات البرلمانية اللبنانية حيث خسر حزب الله حلفائه من الأحزاب المدعومة من إيران أغلبيتهم في البرلمان اللبناني  فماذا يعني هذا الأمر بعد ان تكرر في العراق ولبنان  البلدين اللذين يهيمن على مقاليد الأمور فيه أحزاب وكتل مدعومة من إيران وموالية لها ؟ ولإيران نفوذ كبير وتدخل واضح في شؤون البلدين خصوصا في الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية هذا يعني بكل بساطة رفض الشعبين العراقي واللبناني الهيمنة المطلقة لوكلاء وأذرع إيران في العراق ولبنان ويعني أيضاً رفض الشعبين العراقي واللبناني للتدخل الإيراني بالشأن الداخلي في العراق ولبنان الذي أوصل البلدين الى أزمات ومشاكل كبيرة وعديدة أثرت بشكل كبير على البلدين في المقدمة منها الطائفية المقيتة التي فككت عرى اللحمة الوطنية والتماسك المجتمعي والعلاقات الأخوية المبنية على المحبة والتسامح بين كل طوائف ومذاهب واديان الشعبين وابتلاء البلدين بالمحاصصة الحزبية والطائفية في تقاسم المناصب في الحكومة والدولة التي أدت الى هيمنة السراق والفاشلين والفاسدين من أعضاء الأحزاب  الطائفية المتنفذة على كل المناصب في الحكومة والدولة وإقصاء وتهميش باقي خبرات وكفاءات الشعبين الأكاديمية والعلمية والمهنية  الخبيرة من اخذ دورها في خدمة بلدها وشعبها , واهم ما أفرزته فترة هيمنة الأحزاب الطائفية استشراء الفساد في كل وزارات ومؤسسات الدولة  ضياع ونهب أموال الدولتين من قبل ثلة من الفاسدين والسراق من أعضاء هذه الأحزاب وقياداتها وعوائلهم ومقربيهم , والمشكلة الكبرى التي أفرزتها هيمنة الأحزاب الطائفية على مقاليد الأمور في البلدين هي ان هذه الأحزاب والكتل والفصائل وقياداتها لم تعمل لخدمة بلدها وشعبها لكنها تقدم مصالح إيران على مصالح  العراق ولبنان وعلى مصالح شعبيهما.
وبعد هذا الفشل الذي منيت به الأحزاب ذات الأجندات الخارجية المدعومة من دولة أجنبية في الانتخابات البرلمانية في العراق ولبنان  يثار السؤال المهم هل ستعيد هذه الأحزاب والكتل الموالية لإيران حساباتها وسياساتها التي أثبتت الانتخابات  فشلها وأثبتت رفض الشعبين العراقي واللبناني لهما ورفض الشعبين للتدخل الخارجي سواء من إيران أو غيرها في شؤون البلدين الذي أوصل البلدين الى الهاوية والى حافة الإفلاس والضياع والفقر والجوع  وسوء الخدمات وانتشار المخدرات وسطوة الميليشيات وعمليات القتل والاغتيالات ناهيك عن فقدان البلدين أهم مقومات البلدان المستقلة وهما السيادة والأمن وفرض القانون والنظام والعدل والمساواة وصيانة الحريات واحترام حقوق الإنسان أم ستبقى هذه الأحزاب والكتل تعول على التدخل الأجنبي والدعم الخارجي  لسياساتها وخططها وبرامجها وستعيد تجربة فشلها مرة أخرى وتصر على المضي في نهجها المدعوم خارجياً والذي رفضه ويرفضه أي شعب  لا في العرق ولبنان فقط عندها ستكتب نهايتها بأيديها ؟

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *