من قبيل الصدفة كنت في مكان ما مع بعض الزملاء من  اصدقاء السنين التي خلت , وعلى مقربة منا رجلان يتحدثان  بصوت هادئ ولكن حديثهم كان مثير رغم الهدوء الذي اتسم به حديثهما , وقد دفعنا الفضول الى ان ننصت  الى الحديث رغم معرفتنا ان ذلك ليس صحيحا ,    فسمعنا احدهم يحدث زميله بان عشيرة ظهرت الى الوجود بعد عام 2003 وهو عام الاحتلال المقيت من قبل دول الشر والكراهية ذواتا التاريخ الاسود الملطخ بالدم وانتهاك الحريات وقتل الناس لشعوبهم وللشعوب الاخرى التي سيطروا عليها  , امريكا وبريطانيا ومن تعاون معهم , وقد شجعنا لطف الرجلين ان نشاركهم الحديث لمعرفة مكنونات وتفاصيل هذه العشيرة التي قال عنها الزميلان بانها بدئت تنتشر في كل مفاصل المجتمع والدولة وشعارها الرئيس ” مشي ”   عند ذاك عرفنا ان المقصود بهذه العشيرة هي جماعة مشي لكل ما هو غير قانوني , ففي التعليم مثلا للطالب الاكمال مشي وللراسب مشي وللدور الثالث والرابع وكيرف الدرجات لعشر درجات وزيادة مشي , ولمن يسرق مشي ولمن يتطاول على المسؤول او الدولة مشي , وعلى هذا المنوال اصبح لهذه العشيرة مر يدوها ومؤيديها في كل مكان ,  واخرين بمواقع   المسؤولية  يطلبون العفو للمزورين على قافية مشي ولإدخال المخدرات مشي وللبضاعة منتهية الصلاحية مشي ,  ان هذه العشيرة التي تنامت بعد  هذا التاريخ البائس , اضرت بالبلد وجعلته يتراجع كثيرا بعد ان كان في المقدمة , ففي التعليم مثلا ذكر مؤلف كتاب غزو العراق تدمير حضارة , ان افضل منظومة تعليم  في الشرق الاوسط وشمال افريقيا كانت في العراق ,   وفي عام 2002 شاهد كاتب المقال مرضى من دول اخرى جاءوا الى العراق للمعالجة وفي مستشفى بغداد الواقع قرب ساحة الاندلس وعندما سال موظفي المشفى من هؤلاء ومن اين جاءوا و  كانت الاجابة هؤلاء جاءوا الى بلادك من  بلدان اخرى للتداوي ,هذا بلدك , لكن عشيرة مشي هجرت  الاطباء والعلماء والمبدعين  والذين كانوا في  كل الازمان محاربين , ومن يعود منهم يحارب ولا يحصل على حقوقه التقاعدية كما هو حال صاحبنا , مؤلف كتاب السنة السنين المغردة الذي عانى الكثير خلال سني عمره  وقد  سرد في كتابه محطات مأساوية من حياته تكفي لمنحه اكثر من راتب  تقاعدي ,  كما هو سائد الان اذ قيل ان البعض يستلم ست رواتب والعهدة على الراوي وهذه حالة فريدة في العالم كله اذ ان المنطق هو راتب واحد وعلى الاكثر افضله  , لكن صاحبنا حرم من الراتب التقاعدي لا سباب واهية , ان هذه العشيرة مالم يقف القضاء مسنودا من الدولة  بوجهها ستقضي على ما تبقى من البلد  , فهل من صحوة لا يقاف هذه العشيرة عند حدودها واعادتها الى صواب القانون والحق .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *