-1-
من أسوأ حالات المرء أنْ يكون توّاقا الى إنجاح حاجاته عبر الآخرين ، معتمداً على أواصر الصلة التي تربطه بهم ، ولكنه بالمقابل لا يحفظ اليد ، ولا يفكر برد ( الجميل ) وحين يلجأ اليه أحد اخوانه في حاجة يبتكر الأعذار وينكص ويتملص من قضائها ..!!
انه باختصار :
يأخذ ولا يُعطي
ومثل هذا المزاج اللئيم لا يحظى باحترام الناس ، كما أنه لن يكون الاّ عنصراً مكروها …
-2-
وقد صوّر أحد الشعراء هذه الحالة أجمل تصوير فقال :
وأخٍ إنْ جاءني في حاجةٍ
كان بالإنجاحِ مني واثقا
واذا ما جئتهُ في مِثْلِها
كانَ بالردِّ بصيراً حاذِقا
يُعملُ الفكرةُ لي في الرّدِ مِنْ
قَبْلِ أنْ أبدأ فيها ناطقا
وقال كاتب السطور :
تنّكر صاحبي فيئستُ منهُ
وانّ اليأسَ إحدى الراحتيْنِ
وكانت لي عليهِ يَدٌ جفاها
ألا شتان ما بيْن اليَدينِ
-3-
انّ الانسان النبيل صاحب مبادرات خيّرة مع الذين لا تربطه بهم صِلات وأواصر فكيف به مع أصدقائه واصحابه ؟
وأما أصحاب النزعة الذاتية فانهم أقاموا الحواجز بينهم وبين المعروف ولم يجنوا من ذلك الاّ الخسران في الدنيا والآخرة .
-4-
ومعظم سياسيْ الصدفة في العراق الجديد هم من الذين أخذوا من المواطنين العراقيين أصواتهم ، وأمطروهم بالوعود الكاذبة ، لكنهم لم ينجزوا شيئا منها ، بل هم يهربون من مواجهة من يلجأ اليهم من المواطنين ذوي الحاجات ، وهم بهذا قد أصبحوا المثال الأبرز للفئة النشاز التي تأخذ ولا تعطي وقد اجتاحتهم الأوهام حين اعتقدوا انهم بذلك قد نالوا المرام ..!!
انهم لم ينالوا الاّ الانخراط في صفوف الأنانيين اللئام ، وهذه هي المثلبة لا المنقبة .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *