ما ان وقعت عيني على شابين من ( الشيعة والسنة ) يؤديان صلاتهما معا في باحة استراحة المشفى حتى ادمعت عيني فرحا بهذا المشهد المعبر عن النسيج الاجتماعي المتماسك بعيدا عن تفسيراته السياسية ، فان العراق يمتاز بطاوسيته المحببة بجميع المدن والمحافظات لو لا الاجندات والتوظيف والتوريط السياسي ..
مشفى الكاظمية العام قادني اليها مرض ابني رحمه الله الذي رقد فيها لتلقي العلاج وقد اضطررت لمرافقته ، فيما غدت فرصة للاطلاع بفضول صحفي عن صحت ما يتحدث به الناس من نخر يصيب المستشفيات الخالية من الكفاءات الطبية وبلا ادوية ولا خدمات .. فضلا عما يشاع عن بعض العاملين والموظفين ممن يبتزون المرضى لدفع هدية مالية بسيطة ..
هنا اتحدث عن المستشفيات الحكومية التي أسست منذ عقود طويلة وما زالت تستقبل الاف المرضى شهريا من مختلف شرائح الشعب وتقدم ما تقدر عليه مع توفيق الكثير من المرضى بتلقي العلاج واكتساب درجة الشفاء ومن ثم المغادرة بسلام ورضا مجانا .. أؤكد ( مجانا ) .. فيما يتحدث الناس عن المشفيات الاهلية او ما يسمى بالخاصة التي يقولون عنها غدت الأجور فيها باهضة مقارنة مع معدل دخل فقراء الشعب الذين يشكلون غالبية عظمى في العراق .. سيما تبعات أجور الفحص والاشعة والتحليل والرنين والسونار … وغير ذلك من أجهزة أصبحت متوفرة لكنها مكلفة جدا .. عدا ما يشاع عن المبالغ التصاعدية لايام الرقود في الخاص وما تكلفه من شراء ادوية .
في اطلاع عام على مشفى الكاظمية .. وجدت بنظرة قريبة موضوعية ان الخدمات مقبولة مع زخم المرضى وقلة الوعي الاجتماعي وعدم التعاون مع الملاكات .. خصوصا فيما يتعلق بالاطباء والصيادلة والتحليل والطواريء والاشعة والسونار والايكو … وبقية الملاكات الطبية والتمريضية والخدمية ممن يستحقون تقبيل الاياد على ما يقومون به من جهود جبارة لبلوغ الاحد الأدنى من رضا المراجعين واهاليهم .. فيما لم أر او اسمع عن أي حالات استغلال او دفع مالي الزامي من الراقدين والمراجعين .. صحيح اني لا اتحدث عن حالة ملائكة او افلاطونية .. الا ان الوضع مقارنة مع بقية المؤسسات وما حل من خراب وفساد أرى ان خدمات المستشفيات الحكومية مقبول ونتمنى تعزيزه وتطويره لما فيه خدمة المواطنين .. فذلك سيخفف اضطرارهم للسفر الى دول الجوار وصرف ملايين الدولارات مع التعب وخسارة الزمن . كما اود تسجيل شكري واحترامي للجهات المسؤولة عن المشفى والاداريين والحراسات لما يقومون به من جهود كبيرة لحفظ الامن والاستقرار والهدوء والانسيابية مع حشود المرضى التي تدخل وتخرج بصورة طبيعية قدر الأمكان .
نعم هناك ملاحظات سجلتها عن أهمية الاعتناء بشكل افضل لترميم وصيانة بعض المرافق سيما الصحيات ( التواليت والحمامات والمصاعد الكهربائية ) .. وكذا توفير قدر اكبر من الادوية للمرضى .. فيما نؤكد على أهمية النظافة وضرورة الاعتناء بشكل اكبر يتطلب تعاون المواطنين وتوعيتهم لاداء دورهم بالحفاظ على مؤسسات الدولة .
آنذاك كنت اتمشى بإحد الطوابق حينما سمعت مواطنا شجاعا يناقش احد الشباب الزائرين الذي وضع سيكارة بفمه بصورة مستهجنة ترافقها مزاجات ومزاحات عالية الصوت .. فتدخل المواطن الغيور قائلا : ( الا تستحي ، ارم السكارة واغلق فمك ) !
فرد عليه الشاب بتهور ونزق غير لائق مستفهما عن سبب ذلك !؟
فجاؤه الرد : ( لانك تدخن في المشفى وهذا مخالف للتعليمات التي تؤكد منع التدخين .. ثانيا تجهر بالافطار بشهر رمضان المبارك .. ثالثا ترفع صوتك مخترق هدوء المرضى وازعاجهم .. رابعا ترتدي ( النعال ) في مؤسسة حكومية صحية تتطلب المظهر اللائقة .. وخامسا لانك حمار ان لم تعي فحوى كلامي بعد ) !

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *