كل ما اشاهده حولي من فوضى لا يزعجني كما يزعجني منظر واحد اصادفه عند زيارتي لدائرة من دوائرنا.امام ذلك المنظر تختفي كل فظاعات الزحام الطويل,وتختفي ايضا اخفاء معالم بغداد,ومناظرها المنفرة.
كل شيء يصبح هينا امام منظر غير واقعي اشاهده من وقت لار,ولا اتمنى ان يصادفه أي انسان لانه بكل تاكيد سينزعج,ويلوم نفسه لانه لم يغادر حفاظا على كرامته.سيناريو ذلك المنظر تبدأ هكذا.تصل سيارة المدير العام بعد ساعتين او ثلاث من بدء الدوام الرسمي.يعرف موظفو الاستعلامات بالامر,فيتأهبون.عند وصول معاليه ينزل من يرافقه بحماس تمثيلي ليفتحوا له الباب,ويحيطون به.ويدخل الى الدائرة دون ان ينتبه الى المراجعين الذين ينتظرون انجاز معاملاتهم.يشبه هذا المدير العام قطعة حلوى يتجمع حولها ذباب لا يشبع.وفي داخله شعور بالزهو لا يوصف.اظن اننا نحتاج الى تربية جديدة تعلمنا كيف نكره اي انتهاك او تجاوز يحصل.المشكلة ان الذباب لا يفهم ان قطعة الحلوى التي يحوم حولها مسممة.وفي لحظة من اللحظات ينتهي كل شيء.يخسر الانسان حياته في الحالتين.ان كان مدير عام بمواصفات قطعة حلوى,او كان شخصا تحول الى ذبابة مجرد ذبابة تحوم حول هدف وحيد اسمه المدير العام.علاقة باهتة جدا,بل علاقة ميتة لا قيمة لها.وانا في حقيقة الامر لا استطيع تخيل نفسي اقضي دقائق في اطار لعبة قطعة الحلوى والذبابة.لكن هناك من اتقن الدور جيدا,واداه بطريقة ملئية بالتفاني.لكن اتقان دور ذابة ليس شيئا طيبا في هذا الزمن,وان كان من يمثلون له هو مدير عام خسر نفسه وهو يدري.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *