كثيرا ما سمعت عن الاهمال الذي يتلقاه المبدعون والمبتكرون في العراق من قبل الحكومة والاعلام والمؤسسات وحتى منظمات المجتمع المدني. حتى تحول العراق نتيجة هذا الاهمال الى بيئة طاردة ومنفرة حيث توزع المبدعون والعلماء والاطباء على البلدان الاخرى التي احتضنت الكثير منهم وانتفعت من خبراتهم الكبيرة وفي مختلف المجالات. في حين بقي العراق تحت مطرقة الاهمال واحتكار الاحزاب التي لم تنفع المواطن في شئ. كل هذه المقدمة اكتبها والالم يعتصرني على احد علماء هذه الارض الذي نال نصيبا كبيرا من هذا الاهمال الغريب والتجاهل العجيب ليس من قبل الجهات الحكومية فحسب وانما حتى من قبل الاعلام العراقي والقنوات الفضائية التي اصبحت تلهث وراء شخصيات غير مؤثرة ولا فاعلة لتصنع منها نجوما سرعان ما تسقط امام الحقيقة والواقع المرير. المفكر الكبير الاستاذ (مخلف شريدة) صاحب دار شريدافي شارع المتنبي وسط العاصمة بغداد يعاني ذات التجاهل الذي ذكرت رغم حيازته على جوانب علمية واطروحات كبيرة طبعها على نفقته الخاصة ولا زال الكثير منها مخطوطا نتيجة عسر ذات اليد. متبنيات المفكر شريدة ناقشت كبار علماء الفيزياء والرياضيات وفندت الكثير من نظرياتهم التي لا زالت سائدة وتدرس في الجامعات والمعاهد العلمية العالمية. هذا الرجل الطاعن في السن قارع بنظرياته كبار العلماء وتتبع هفواتهم ولم يخش من هو انشتاين وادون هابل ونيوتن ودارون وستيفن هوكنج وغيرهم. حتى ذهب ببعض معادلاته (الفيزياء الرياضية) ليثبت انه هناك ثقوب بيضاء تشع طاقة وثقوب سوداء تمتص طاقة. اضافة الى معالادته الاخرى في العلوم الصرفة ونظرية (اللاواقعية العلمية) التي اسقطت الكثير من الفرضيات والنظريات الموروثة. واوجد البعد الثامن ..غير ان هذا الكم الكبير من المخزون الفكري لم يشفع لمفكرنا (مخلف شريدة) ان يكون محط انظار قناة عراقية او وسيلة اعلامية اخرى تنشر ما يطرح وتسوق لما يقول ليبقى العالم والمبدع العراقي رهين هذا الاهمال الغريب والمتعمد. وما يثير اسفي ودهشتي كثرة الوعود التي تلقاها هذا الانسان العالم من قبل وسيلة اعلام رسمية لاستضافته كما تفعل مع شخصيات كوميدية او مسرحية او فاقدة للتاثير في الحياة العامة العراقية. لكن كالعادة مصير تلك الوعود هو التغاضي والاهمال المتعمد والجفاء الموجع. اسفي على فضائيات ووسائل اعلام تدفع الاموال الطائلة لاستضافة شخصيات هزلية وهزيلة وتتجاهل قدرات علمية. انه مخطط كبير وخطير يا سادة.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *